كشف الموقف الكندي من تطورات الأحداث في غزة ومنطقة الشرق الأوسط عقب عملية "طفان الأقصى" في 7 أكتوبر 2024، عن استمرار تطلع كندا للقيام بدور نشط في السياسة الدولية خاصة في منطقة الشرق الأوسط. كما جاءت اتجاهات الموقف الكندي – الرسمي والإعلامي والشعبي – من هذه الأحداث بمثابة محصلة لتداخل العديد من العناصر والاعتبارات من بينها علاقة كندا تاريخياً بالقضية الفلسطينية منذ عام 1948، وكذلك علاقتها بإسرائيل خاصة مع وجود جالية يهودية مؤثرة في المجتمع الكندي، منذ القرن التاسع عشر، إضافة إلى عضوية كندا في منظمة حلف شمال الأطلنطي وتماهي السياسة الخارجية الكندية تقليدياً مع السياسة الأمريكية والغربية عموماً تجاه قضايا الشرق الأوسط. وقد مر الموقف الكندي – الرسمي والشعبي والإعلامي – بعدة مراحل وتحولات تبعاً لتطور الأحداث في قطاع غزة، ولكن العامل المشترك في كل هذه المراحل كان استمرار الاهتمام الكندي بالأحداث والرغبة في القيام بدور في إطار الموقف الدولي تجاهها. ولا شك أن هذا الموقف الكندي سوف تكون له نتائجه وانعكاساته في المستقبل على صورة كندا لدى الشعوب العربية والإسلامية، وعلاقاتها مع دول المنطقة، وكذلك على المناخ السياسي الداخلي في المجتمع نظراً لوجود جاليات كبيرة يهودية وعربية وإسلامية كان لكل منها تقييمها للموقف الكندي. هذه الدراسة، تسعى لتناول كل هذه الجوانب، والإجابة على التساؤلات الخاصة بتأثير كل هذه العناصر، ورصد طبيعة ومستقبل موقف كندا من القضية الفلسطينية.