يعتبر الأمن الغذائي والكفاءة الإنتاجية من أهم التحديات التي تواجه العالم العربي في الوقت الحالي، حيث تتزايد الحاجة إلى توفير الغذاء الآمن والصحي والغني بالمغذيات لسكان المنطقة العربية، في ظل تزايد الأعداد السكانية والتغيرات المناخية وتأثيرها على الإنتاج الزراعي والحيواني. شهد العالم في السنوات الأخيرة وما يزال العديد من الأزمات بدءا بجائحة كورونا ومرورا بالتغيرات المناخية العالمية ثم الأزمة الروسية الأوكرانية. تلك الازمات التي أثرت علي امدادات الغذاء والطاقة ومستلزمات الإنتاج الزراعي وخاصة الأعلاف والأسمدة. كما أدت إلي الارتفاع الشديد في الأسعار العالمية لهذه المنتجات. وجدير بالذكر أن التكامل الزراعي العربي يصب في كل مصالح الدول العربية ولقد أظهرت الازمات العالمية الحالية أن الأموال ليست بديلا عن الغذاء. وتقدر الفجوة الغذائية العربية بحوالي 50 مليار دولار سنويا عن منتجات الحبوب واللحوم والزيوت والألبان. ومن خلال التكامل الزراعي العربي يمكن للدول العربية أن تصبح مكتفية ذاتيا بل مصدرة للغذاء لأن الموارد الزراعية من أرض ومياه وقوى بشرية ورأس مال وتكنولوجيا وإدارة ليست متوازنة داخل كل دولة عربية على حدة. في حين أنها متكاملة ومتوازنة في الوطن العربي. وحيث أن التكامل الزراعي العربي من خلال وضع الخطط الزراعية ووفقا للمزايا النسبية وإقامة المشروعات الزراعية العربية البينية في إطار منطقة التجارة الحرة العربية يمكن أن يحقق الأمن الغذائي العربي.