يناقش الكتاب مشروع حلم الصومال الكبير المتمثل في استعادته وحدته، والتحديات التي تواجهه نتيجة التناحر القبلي والصراعات السياسية منذ مطلع الستينات من القرن الماضى، و يبحث أثر الفيدرالية على حاضر الصومال ومستقبله.
يتضمن الكتاب مدخلاً نظرياً وثلاثة فصول تبين خلفيات تقسيم الصومال من خلال النظام الفيدرالي الذي يتم تداوله خيارًا بديلًا عن الصومال الموحد، وقد استخدم الباحث عدة مناهج في هذا الكتاب؛ منها: المنهج التاريخي لوضع ما حدث خلال العقود الأخيرة في سياقه، والمنهج الوصفي التحليلي لمقاربة أجندات القوى الإقليمية وأهدافها وخلفياتها، كما اعتمد منهج تحليل المضمون لدراسة السرديات التي تؤطر الكتابات والأدبيات التي تناولت هذا الموضوع.
يبدأ الكتاب بمدخل نظرى من ثلاثة مباحث؛ المبحث الأول يستعرض المفاهيم المرتبطةَ بتعريفات الفيدراليات ويتناول المبحث الثانى الدولة المركزية واللامركزية والكونفيدرالية وأشكالها، ويلقى المبحث الثالث من هذا الفصل الضوء على تجارب الفيدرالية في بعض الدول العربية التي تعيش ظروفاً مشابهة للصومال كاليمن والعراق والسودان مستعرضاً توجهات الفكر السياسى الصومالى بشأن رؤيته للنظام الفيدرالى فى البلاد فى ظل غياب آليات التطبيق الفعلية لبناء دولة مؤسسات فى الصومال بعد سنوات من وسمها بالدولة الفاشلة، ويشير إلى رؤية حسن شيخ محمود للفيدرالية الصومالية بأنها تفتقر إلى التوافق والانسجام بالقدر الذى تتسم بالثقة المهزوزة والأوصال المقطوعة بين كيانات المجتمع الصومالى والأطراف السياسية والإدارية التى انبثقت من جهود الرئيس شيخ محمود خلال فترة رئاسته (2012:2017)، محذراً من استخدام النظام الفيدرالى بشكل قبلى لهدم الدولة المركزية، ومؤكداً على ضرورة أن تؤسس الأقاليم الصومالية أنظمة فيدرالية تخضع لسلطة الدولة الفيدرالية المركزية لأنها الممثل الشرعى للبلاد.