حاولت الدراسة الحالية التعرف على قاعدة الاحتياط الفقهي عند الإمام الكاساني، وحقيقة هذا الاحتياط من الناحيتين اللغوية والاصطلاحية, والمفاهيم ذات الصلة بهذا المصطلح. وسعت الدراسة أيضًا إلى بيان تلك الضوابط التي التزم بها الإمام الكاساني عند الأخذ بهذه القاعدة إلى أن يصل البحث في نهايته إلى المقاصد التي يرمي إليها هذا الاحتياط الفقهي, وقد توصلت الدراسة إلى إن الاحتياط يشتمل على مجموعة من الفوائد والمقاصد الهامة، سواء على مستوى التشريع إجمالًا: مثل الحفاظ على مقاصد الشريعة, أو على مستوى الفرد: مثل سلامة الدين والعرض، وتهذيب النفس وتزكيتها؛ مما يؤكد أهمية هذا الأصل, كما أكدت الدراسة على أن الأخذ بالاحتياط يغلق الباب أمام المفاسد الموجودة التي نشأت عن التساهل في الفتاوى, والجرأة ممن ليس مؤهلًا لذلك, وقد تبين من خلال هذا البحث أن الكاساني قد اعتمد في مسائل الاحتياط على عدة ركائز وكان من أهمها:  إذا اجتمع الحلال والحرام غلب الحرام, أيضًا الأخذ بالأحوط عند تعارض أصلين, كذلك قاعدة: اليقين لا يزول بالشك, ومن ذلك أيضًا أن الأخذ بالاحتياط في العبادات هو الأصل.