ارتبط الفن المسيحى منذ نشأته بالدين، وسعى الفنان إلى تجسيد الرؤية الدينية الحقه، فكانت أعماله " تعبير روحانى يسمو بالرائى فوق عالم الماديات، وتعد الأيقونة أحد أهم تلك الأعمال الفنية التى تقوم بدور تعليمى له فاعليته، فالأيقونة عمل فنى ملئ بالرمزيات، قد لا يراعى فيها الفنان قواعد الواقعية ولكنها قد تهتم بالفكرة أكثر من المظهر
والأيقونة كلمة قبطية تعنى " يكتب"، وباليونانية بمعنى "يرسم" ويقصد بها صورة دينية تمثل شخصاً أو مشهداً مقدساً مرسوماً بالألوان وفق أساليب وتقاليد خاصة ورمزيات عديدة، وقد إستخدمها العديد من أباء الكنيسة مثل القديس كيرلس السكندرى فى تفسير إنجيل يوحنا، وإستخدمها القديس أثناسيوس الرسولى ويوسابيوس القيصرى فى رسالة إلى قسطنطين وغيره ، والأيقونة تشمل صور للسيد المسيح والسيدة العذراء والرسل والقديسين والشهداء والملائكة وغير ذلك من الموضوعات الدينية التي وردت في الكتاب المقدس أو في تاريخ الكنيسة.
ويحتفظ دير القديس الأنبا إبرام بمحافظة الفيوم "المعروف باسم دير العزب" بمجموعة قيمة من الأيقونات الأثرية التى تعود إلى القرن الثامن عشر والقرن التاسع عشر الميلادى، وقد وقع اختيار الباحثين على أيقونتين أحدهما تمثل صلب السيد المسيح والأخرى تمثل قيامة السيد المسيح، لدراسة السمات الفنية فى تصوير أهم أحداث الكتاب المقدس وهى الصلب والقيامة، وقد اتسمت هذه الأيقونات بالتنوع فى عناصرها الزخرفية، كما أنها تحمل بعض من السمات التصويرية من حيث الواقعية فى تصوير مشهد الصلب، وإبراز المشاعر الإنسانية فى الألام السيد المسيح وأمه. وأهم الشخصيات فى كلا من الحدثين.
ومن ثم تهدف هذه الورقة البحثية إلى معرفة أهمية الأيقونات فنياً وتاريخياً، نشر جديد للأيقونات محل الدراسة، توثيق وتأريخ الأيقونات موضوع الدراسة، تناول هذه الأيقونات بالدراسة والتحليل