يتناول هذا البحث بعضاً من أنماط المفارقات الأسلوبية في شعر النقائض لدى جرير والفرزدق ، ويعد مصطلح المفارقة واحداً من المصطلحات النقدية المعاصرة التي يصعب تحديدها تحديداً دقيقاً، أو بمعنى آخر هو مصطلح لا يمكن تحديده على تعريف واحد ؛ وذلك لتعدد مفاهيمه، وتنوع أنماطه، وتشعب استعمالاته، ومستوياته في النقد القديم، والحديث، والمعاصر ، وهو من المصطلحات التي تؤدّي عدة مدلولات في النصوص الإبداعية ، وقد حاولت في هذا البحث الوقوف على ثلاثةِ أنواعٍ من المفارقات التي جاءت ظاهرةً في نقائض الشاعرين وهي : مفارقة الأضداد ، مفارقة السخرية ، مفارقة الإنكار.
وقد جاء البحث مقسماً إلى ثلاثة مباحث كالتالي:
المبحث الأول : التعريف بالنقائض وشاعريها ، وجاء فيه ( أولاً:التعريف بجرير والفرزدق- ثانياً: التعريف بالنقائض) .
المبحث الثاني : مفهوم المفارقة وجاء فيه ( أولاً : المفارقة لغةً - ثانياً: المفارقة اصطلاحاً - ثالثاً : المفارقة في النقد العربي القديم - رابعاً : المفارقة في النقد العربي الحديث ) .
المبحث الثالث : النقائض ومفهوم المفارقة ، وعرضت في هذا المبحث لأنماطٍ ثلاثة من المفارقات التي جاءت ظاهرة في نقائض الشاعرين وهي : مفارقة الأضداد ، مفارقة السخرية ، مفارقة الإنكار .
أما عن المنهج المتبع في البحث فكان المنهج الأسلوبي ، وحاولت عرض وتحليل بعض النماذج الشعرية من أشعار كلا الشاعرين (جرير والفرزدق) لبيان التأثيراث الأسلوبية المتصلة بهذه الأنواع من خلال التحليل اللغوي والتركيبي لهذه المفارقات ، وكذلك بيان أثر تلك المفارقات على جمهور المتلقين لكلا الشاعرين .