إن تعيين سبب النزول لا مدخل للاجتهاد فيه وإنما مداره على رواية الصحابى للواقعة التى شهد تنزل القرآن بسببها، ومن ثم فمن المفترض ألا يحدث اختلاف فى ذكر سبب النزول لأن الواقعة التى تنزلت فيها الآية أو الآيات واحدة، والذين شهدوها ورووها عدول لا مطعن فى روايتهم. غير أن هذا الاختلاف قد وقع، وله شواهد كثيرة يذكرها المفسرون والمصنفون فى أسباب النزول. وإذا كان الوقوف على سبب نزول الآية معينا على فهم معناها، مؤديا إلى توجيه المراد منها، فإن الاختلاف فى سبب النزول سيؤدى – بلا شك - إلى اختلاف فى توجيه هذا المعنى، وعدم تحديد المراد. وينطلق هذا البحث من إشكالية الاختلاف فى أسباب النزول محاولا أن يكشف عن أسباب هذا الاختلاف ، وقد انتهى البحث إلى تعيين خمسة أسباب كانت وراء هذا الاختلاف وهى الاختلاف بسبب اختلاف اجتهاد الصحابة فى تعيين سبب النزول الاختلاف بسبب الاختلاف حول صيغ أسباب النزول ودلالتها الاختلاف بسبب اختلاف الرواية عن الصحابة قوة وضعفا الاختلاف بسبب تعدد سبب النزول الاختلاف بسبب تكرار النزول   الكلمات المفتاحية : أسباب النزول، الاجتهاد، التعارض، الترجيح، تكرار النزول .