إن للرواية دورها في رصد حركة الواقع، وتصوير مسيرة المجتمعات والشعوب، والأديب الملتزم هو من يتبنى الرؤية الواقعية النافذة التي ينظر من خلالها إلى تاريخ شعبه، ويكون أمينًا في رسم صورة جلية لقضايا واقعه، وفقًا لرؤيته الخاصة، ولذا فالحدث الروائيّ لا يقع من فراغ؛ بل لابد له من تجربة إنسانية يرصدها في واقع محدد له وجوده الحقيقيّ على خريطة المجتمع، أو خريطة التاريخ، ومن هنا فقد ارتبطت الرواية العربية منذ نشأتها بالوقائع والأحداث التاريخية التي مرت بها البلاد، فاتخذت من الأحداث التاريخية محورًا لها، وصارت تستدعي الحدث التاريخيّ ممتزجًا بالمتخيل الروائيّ، وبذلك بعدت الرواية عن الوثائقية التاريخية التي تمثل حقائق جافة مجردة، واقتربت بذلك من الفن والإبداع، وكان للحدث التاريخيّ دوره في دفع الفعل الروائيّ، وتطور الأحداث .