يتناول هذا البحث إشكالية العزلة والوحدة التي تخيم على بعض الأطفال فتنسج لهم عالم موحش يتباين مع عالم الآباء في إطار التحليل النفسي. وعليه فإن قصة " فتاة أعالي البحار" تعتبر معيارًا للفجوة التي تسود بين هذا الثنائي الأبوي/البنوي ومن هذا المنطلق قام سيبرفيال برسم صورة لعالم خارق للطبيعة يتجرد من كل الظواهر الكونية، ولكن يجمع بين المادي واللامادي، بين الملموس والمحسوس ويوازى الوجود الحسي والمعنوي لفتاة تتمرد على هذا العالم وتسعى إلى محاكاة الواقع في شتى أمور حياتها. كما يبرز هذا البحث أسلوب سيبرفيال المتسم بالوصف الحسي الذي يكاد يختلط مع الفن المرئي والسينمائي. ونجد أن الكاتب قد سرد قصته في صورة لغز لينسدل الستار عن هوية الفتاة الغارقة التي تعاني من عزلتها في العالم الأثيري أو البرزخي والذي ينبثق من نسج خيال الأب ليوجه سيبرفيال أصابع الاتهام للآباء لتقصيرهم في حل مشاكل أبنائهم النفسية والمعنوية وبالتالي ينحاز إلى الأطفال الذين يتجرعون مرارة الألم والحرمان والعزلة ليستدل على أنهم يمثلون الخاسر الأكبر في كل علاقة أبوية / بنوية معتلة.