تتعدد تعريفات الحرية لكنها غير محصورة بجملة معينة أو تعريف بعينه، فهي الكلمة التي يستطيع كل إنسان الشعور بها بالممارسة العلمية في الحياة، وهي الفضاء الفسيح الذي يمكن للإنسان التحرك من خلاله دون أن يشعر بنقصان أو عيب أو اهانة، ودون أن يخدش فضاء الآخرين، حيث يقول : تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الآخرين، وتختلف زاوية النظر التي منها لهذا المصطلح فهي من ناحية وضعية الإنسان غير المملوك، بمعنى تحقيق وتنفيذ الفعل دون خضوع لأي تأثير سواء أكانت دوافع أو أهواء، أو شرط أو ضغط خارجي على اتخاذ قرار أو تحديد خيار من عدة إمكانيات موجودة ومن ناحية أخري تدل على الإنسان المتحرر، وبما أن الحرية تكتسب كل يوم تعريفا جديدا ومعنى جديدا بل وأبعاد جديدة تضاف جميعها إلى مفهوم الحرية و تسهم في إغنائه، فالحجرية في تطور مستمر ولا يمكن رؤيتها إلا في هذا النمو الدائم وفي الحيوية الدائمة، و لهذا لا بد من تقديم محاولة لتعريفها محاولة تبتعد ودون جبر قدر الإمكان من التعاريف الرومنطقية وتقترب من الدقة والوضوح من التعريف العلمي الموضوعي. فهذه المحاولة تستوجب النظر إلى مفهوم الحرية في ملموسيته، أي في حركته و تطوره التاريخيين حتى ترى الحرية وهي تقدم نفسها بنفسها ففكرة الحرية تتبلور عبر العصور وذلك يجب التطرق إلى محطات مختلفة تسلسلت جراء تطورها و عليه يطرح التساؤل التالي: ما هي الحرية؟ وكيف تطورت عبر تسلسل الزمن؟ وفيما تكمل أهميتها؟ المبحث الأول : مقاربات حول مفهوم الحرية الحرية لغة هي مصدر من حر، وهو نقيض العبد، والجمع منه حرائر، أما الحر من الناس أفضلهم وأخيرهم، والحر عند العرب هو أشرفهم، وفي اللغة العربية هو الحر" ضد العبد، والحر الكريم الخالص من الشوائب والحر من الأشياء أفضلها، والحرية من الشوائب أو الرق أو اللوم ونخرج من التعريف اللغوي أولا أن الحرية ضد العبودية، والتي تعني القسر والإكراه واستلاب بالمقدرة على المبادرة في الفعل والسلوك وفقا للإرادة الخاصة بدافع أو بآخر، وقد تعددت تعاريفها واختلفت اختلافا كبيرا، حيث ورد تعريفها في إعلان حقوق الإنسان على أنها حق الشخص في فعل مالا يضر بالأشخاص الآخرين. ويقصد بها لالاند حرية كل فرد في اعتناق فكرا معينا واتجاه فكريا يتفق وميوله الخاصة، وأن يكون فكر كل إنسان نابعا من داخله وناتجا عن تأمله الحر في مسألة من مسائل