تعالج في هذه الدراسة موضوعاً ثنائي الأبعاد يضم أخلاقيات الحوار والتواصل في فلسفة كارل أوتو آبل من جهة , والأسس الإسلامية المقابلة لها من جهة أخري . لنصل إلى نتيجة مفادها أن ما جاء به آبل في معايره الأخلاقية المتمثلة في معيار : المعقولية , واللغة , والصدق , والدقة , وكونية الحوار والتواصل . لم تخرج عن معايير الأخلاق الإسلامية , بل إن معايير الإسلام فاقت حدود دعوة آبل للأخلاقيات الحوار والتواصل . وكان يجب عليه بوصفه فيلسوفاً كبيراً أن يعمل على تحرير التصور الغربي للإسلام حتى يبرئ الأصل – من باب الموضوعية - من شبهات الصورة المزيفة الملتصقة به .. إن الأسس الإسلامية لأخلاقيات الحوار والتواصل واضحة في فلسفة آبل , فالإسلام هو دين الحوار , ولكنه الحوار المتكافئ القائم على إرادة الفهم ، وإرادة العلم ، وإرادة التعايش , بعيداً عن الإكراه : السياسي , والاجتماعي , والنفسي , والفكري  .فسمات الأسلوب الخطابي الإسلامي تعلو على براهين المناطقة , والأخيلة المثيرة للإقناع التي نادي بها آبل . قدمنا في هذه الدراسة - قدر المستطاع – رؤية مركَّزة لما اعتنقه آبل من فلسفة الحوار والتواصل وأتبعناها برؤية نقدية في جل عناصرها وأبعادها . لنؤكد خلال هذه الدراسة - بما لا يدع مجال للشك - بأن هناك معايير إسلامية , فاقت حدود فلسفة كارل أوتو آبل في الحوار والتواصل