ان لنجاح القيادات وخصوصا ( رئيس الجمهورية – نائب رئيس الجمهورية – وزير – نائب وزير – محافظ – نائب محافظ ) وغيرها من قيادات الصف الأول و الثاني في إنشاء علاقات شخصية ناجحة فلغة الجسد بالنسبة لهم غاية الأهمية ، حيث أنه في أحيان كثيرة الكلمات وحدها لا تعبر تماما عن مشاعرنا ، فأجسامنا تقوم بتمرير مشاعرنا بصورة واضحة لتكشف اسرار مشاعرنا وتفكيرنا فتصل علي شكل رموز ليقرأها المحيطون بنا و يمكن للغة جسدنا ان تقف ضدنا ، وهذا يؤكد علي أهمة التواصل غير اللفظي في المجال السياسي ، حيث أن بعض النواحي الصغيرة التي تفعل عادة دون انتباه أو وعي مثل المصافحة ، تجنب النظر في عيون الأخرين .
إن الحديث ينقل 30 % فقط من الرسالة المقصود إيصاله"، هكذا يؤكد خبراء الاتصال، فيما تتولى لغة الجسد نقل الـ70% المتبقية من الرسالة.
وتؤثر لغة الجسد بشكل قوى فى العقل الباطن، الذى يؤثر بدوره على قراراتنا واختياراتنا وشعورنا بالراحة أو النفور من شخص معين، وهذا ما قد يسهم فى تفسير تفضيلنا مرشحًا ما فى الانتخابات دون سبب واضح، ولأن هذا التأثير معروف لدى الساسة والشخصيات العامة؛ فهم يحرصون كل الحرص على استخدامه لبناء الصورة الأولية والدائمة لشخصيتهم عند الجمهور، ومن ثم اكتساب الشعبية والأصوات.
و متى أصبح الشخص في موقع القيادة( رئيس الجمهورية – نائب رئيس الجمهورية – وزير – نائب وزير – محافظ – نائب محافظ )وغيرها من قيادات الصف الأول و الثاني أو في مناصب عالية ومهمة، تصبح جميع حركاته وكلماته تحت المراقبة من هنا، يجب على جميع الرؤساء في جميع البلدان العمل على توسيع معرفتهم بلغة الجسد أو ما يسمى “علم الفراسة"، لما له من أهمية في توصيل المعلومات والأفكار إلى الشعوب، وعلى الرغم من معرفة الزعماء لمدى أهمية إتقانهم هذه اللغة، إلا أن القلة منهم يعتمدونه خاصة في الدول الغربية.
نشاهد يوميًا فيديوهات وصور لرؤساء دول العالم أو السياسيين خلال الاجتماعات أو المؤتمرات الصحفية، وغالباً ما نكتفى بمعرفة سياق اللقاء أو ما ورد فيه من تصريحات، ونغفل قراءة الرسائل الخفية المختبئة وراء الحركات والأصوات والملابس، رغم أنها تحمل الجزء الأكبر من الرسالة.
ولعل من أشهر المقاطع المصورة التى بيّنت أهمية ضبط لغة الجسد بين السياسيين، الفيديو الذى جمع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان مع الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما، ويظهر فيه اهتمام أردوغان بتعديل جلسته لتلائم جلسة أوباما وتكون متوافقة مع موازين القوى بين تركيا والولايات المتحدة