تناول البحث في هذه الدراسة بيان دور المساجد في نشر المذهب الشيعي خلال القرن الخامس الهجري في المشرق الاسلامي، وسلط الباحث الضوء علي نماذج لأهم المساجد المستخدمة دعوياً في نشر التشيع.
وبين الباحث أهمية المسجد كمركز دعوي وتعليمي وقضائي، ومركز للاجتماعات واستقبال الوفود، حيث كان المسجد جامعة علمية للكبار، وكتاتيب للصغار، ثم بين الباحث أن المسجد لم يكن له ,دور في الدعوة الشيعية وهي في دور الستر, حيث أن الدعوة كانت سرية مناهضة للحكومات والدول السنية, لاسيما الدولة العباسية, تقوم بتأليب الناس علي حكوماتهم, وحثهم علي الثورات, والدعوة لآل البيت وأنهم الأحق بالخلافة, ولم يظهر دور المسجد إلا بعد أن صار للشيعة قوة ومنعة.
وبين كذلك أن المساجد كانت أولي الوسائل بالنسبة للشيعة للسيطرة علي الناس سياسيا ومذهبيا, من خلال إقناع الناس أنهم من نسل رسول الله, وادعاء روايات عن النبي تمجدهم, وتذكر أن الوصية لعلي وذريته, وتفسير القرآن تفسيرات باطنية تخدم هدفهم, وكان المركز الأول لنشر تلك الأفكار هي المساجد.
وتوصلت الدراسة إلي مجموعة من النتائج والتوصيات منها:
أهمية المساجد وتنوع الأدوار التي قام بها، دعوياً، وتربوياً، وقضائياً، واجتماعياً.
استخدم الشيعة المساجد لغرض سياسي، ظهر ذلك من طرح مسائل تخدم أيدلوجياتهم السياسية. من أهم المساجد التي عنيت بهذا الأمر "الجامع الأزهر" الذي يعد أقدم جامعة علمية عرفها التاريخ ، تعقد فيه الجلسات العلمية والفقهية وتدريس علوم آل البيت، وظل علي ذلك حتي جاء الناصر صلاح الدين.
وأوصت الدراسة بما يلي:
ضرورة استكمال البحث عن دور الإعلام في نشر التشيع خلال فترات زمنية مختلفة لمعرفة تطور استخدام الإعلام في العصور المتتالية.
ضرورة العمل علي أبحاث علمية تُعني بأدوار الإعلام في تثبيت الحكم، أو الدعوة إلي مذهب أو ملة معينة.