يتجه علم اللغة الحديث في دراسته للغة وأنظمتها اتجاهين مختلفين ،أحدهما :يتجه إلى دراسة اللغة دراسة شكلية معزولة عن السياق الثقافي أو الاجتماعي ،والثاني يهتم بدراسة الاستعمال اللغوي و دور المقام أو السياق غير اللغوي في التواصل الإنساني ويهتم بالمتكلم والسامع وما يصاحب الخطاب  من حركات الجسم وتعبيرات الوجه ،ويمثل هذا الاتجاه أصحاب اللسانيات الإجتماعية والتداولية ، فروع اللسانيات الحديثة ،فالتداولية كنسق معرفي استدلالي تسعى  إلى استخدام آليات جديدة لتحليل الخطاب ،فهي تسعى إلى الوصول إلى الدلالة الكاملة والكامنة في مختلف النصوص اللغوية ،ولن يتحقق ذلك إلا بالوقوف على الظروف التي ينشأ فيها الحدث الكلامي ،فالخطاب وإن كان لغة فهو يتجاوزها ،إذ إنه أثناء عملية التحليل تُراعَي أطراف غير لغوية تتمثل في السياقات التي تحف بالخطاب ،  فلابد من جعلها ضمن الشروط الأساسية لنجاح العملية التواصلية بين المرسل والمتلقي ،وقد جاءت نظرية أفعال الكلام لتنفي القول المطلق بالوظيفة الإخبارية للغة ،فاللغة حسب رائدي هذه النظرية وظيفتها الأساسية هي العمل والتأثير ،حيث نظرت إلى الكلام بوصفه فعلًا لغويًا يدل عليه قصد المتكلم ،أي ترمي إلى التأثير في المخاطب بحمله على فعل ،أو ترك فعل ،أو تقرير حكم من الأحكام ،أو تأكيده ،أو وعد ،أو وعيد ،أو إبرام عقد ،أو فسخه ،أو افصاح عن حالة نفسية معينة. وتنقسم أفعال الكلام إلى خمسة أقسام وهي : -الإخباريات : الإخباريات أو التقريريات: assertives  واتجاه المطابقة في الغرض الإخباري أو التقريري هو من القول إلى العالم ( (world to-words  - التوجيهات أو الأمريات أو الطلبيات ( directives : (واتجاه المطابقة في الغرض التوجيهي يكون من العالم إلى القول ( words-to-world) - الالتزاميات أو الوعديات ( : (commissivesواتجـاه المطابقـة فـي الغرض الإلتزامي يكون من العالم إلى القول((words to-world    - التعبيريات أو البوحيات(  ( expressivesواتجاه المطابقة في الغرض التعبيري هو الاتجاه الفارغ وليس هناك شرط عام محدد للمحتـوى القضـوي فـي التعبيريات. - الإعلانيات أو الإيقاعيات ( declaratives : واتجاه المطابقـة فـي الغرض الإعلاني قد يكون من القول إلى العالم أو من العالم إلى القـول أي الاتجـاه المزدوج. وسنقتصر بالحديث هنا عن الوعديات /الالتزاميات .