نظرًا لاتساع التجربة الشعريَّة عند "عبد المجيد فرغلي" وعمقها، حيث إنَّها تجربة غنيَّة في مضمونها وبنائها الفني ، فقد أحببت أن أسهم بهذا البحث وعنوانه (الصورة وسائل تشكيلها وأهم أنماطها عند "عبد المجيد فرغلي" ديوان على برج الخيال أنموذجًا)
  وقد اشتمل ذلك البحث على تمهيد عن الصورة الشعرية وأهمِّيتها في تثبيت المعاني في ذهن المتلقي ، والإفصاح عمَّا في نفس المبدع من مشاعر وأحاسيس لا يمكن أن يقف عليها السامع إلا من خلال الصورة الشعرية ، كما استعرضت في ذلك البحث وسائل تشكيل الصورة ، وتوقفت مع قدرة الشاعر على استخدامها، ومن بين تلك الوسائل التشبيه والكناية والمجاز اللغوي بنوعيه المجاز المرسل، والاستعارة، كما تناولت بالدراسة أنماط الصورة الشعرية والتي تنوعت بين البصرية، والسمعيَّة، والتذوقية، والشميَّة، واللونيَّة، والحركية دالة على قدرة الشاعر على إشغال أكثر من حاسة في استقبال صوره المرسومة في القصيدة الواحدة
  وتوصلت إلى أنَّ "عبد المجيد فرغلي" شاعر غزير الشاعريَّة ، فقد أجاد في استخدام وسائل تشكيل الصورة المختلفة بنفس الدقة والتأثير ؛ مما عمل على تنمية خياله الشعري ، وجعله يُحلق في سماء التصوير البياني ، كما عمل تعدد أنماط الصورة عنده على إثراء صورته واتساعها، وجعله يشغل أكثر من حاسة في استقبال وإدراك صوره المرسومة في القصيدة الواحدة ؛ مما يدل على شاعر بلغ الغاية في الإجادة والامتاع الشعري.