استهدفت الدراسة بصفة رئيسية التعرف على مدي انتشار ظاهرة الزواج المبكر للفتيات الريفيات في الماضي والحاضر، والتعرف على السن المفضل والسن الفعلي لزواج الفتيات، ومدي إدراك أرباب الأسر لأضرار الزواج المبكر، وتحديد نسبة من يفضلون تزويج بناتهم مبكراً ومن يرفضون. والتعرف على علاقة السن المفضل لزواج الفتيات بالسن الفعلي، وعلاقة بعض المتغيرات بكل من سن الزوجات عند الزواج، ومدي استعداد أرباب الأسر لتزويج بناتهم مبكراً. وقد أجريت الدراسة الميدانية في قريتين من قري محافظة البحيرة على عينة عشوائية من أرباب الأسر قوامها 538 مبحوثاً. وتم تجميع البيانات بأسلوب المسح الاجتماعي الجزئي من خلال إجراء مقابلات شخصية مع أفراد العينة المختارة، واستخدمت عدة أساليب إحصائية مختلفة في تحليل البيانات واختبار فروض الدراسة. وأسفرت الدراسة عن عدة نتائج من بينها أن ظاهرة الزواج المبكر للفتيات الريفيات مازالت منتشرة في منطقة الدراسة بنسبة 7.4% من جملة الزوجات، وأن هذه الظاهرة قد قلت عما كانت عليه في الماضي، غير أن حوالي 31% من جملة أرباب الأسر مستعدون لتزويج بناتهم بمجرد البلوغ، وأن حوالي ثلثي المبحوثين لا يدركون مخاطر وأضرار الزواج المبكر للفتيات، وأن معظم الزيجات المبكرة تتم بغرض التخلص من عبء إعالة وحماية البنات ونقل المسئولية إلى أزواجهن. وأشارت نتائج الاختبارات الإحصائية إلى وجود فروق معنوية إحصائياً بين السن المفضل لزواج الفتيات والسن الفعلي، كما وجدت علاقات معنوية عكسية بين كل من المستوي التعليمي للزوجين والمستوي التنموي للقرية من جهة والسن الفعلي للزوجات عند الزواج من جهة أخري. وانتهت الدراسة بمناقشة أهم نتائجها وتقديم عدة مقترحات لمواجهة ظاهرة الزواج المبكر للفتيات في الريف.