يجري تنفيذ مشروعات تسمين الماشية و مشروعات إنتاج الألبان في مصر من خلال نوعين من المزارع أولهما المزارع الصغيرة غير المتخصصة والتي يقل عدد الرؤوس فيها عن عشرة رؤوس ويمارس النشاط الحيواني لأكثر من غرض و يسود هذا النظام على نطاق واسع في الزراعة المصرية وبصفة خاصة في الأراضي القديمة نظراً للتفتت الحيازي الذي يفرض صغر حجم السعات المزرعية الحيوانية , والنظام الثاني من المزارع هو المزارع المتخصصة والتي ينفرد بها المشروع بنشاط التسمين أو نشاط الألبان بمفرده و بسعة مزرعية حيوانية لا تقل عن عشرة رؤوس وتسود هذه المزارع بكثرة في الأراضي الجديدة نظراً لكبر حجم السعة المزرعية من الأرض الزراعية كأحد محددات السعة المزرعية الحيوانية.
وقد تمثلت مشكلة البحث في انخفاض الطاقة الفعلية للمزارع المتخصصة في تسمين الماشية و تلك المتخصصة في الألبان عن طاقتها الكلية حيث بلغت نسبة الطاقة نحو 44% في مزارع ماشية التسمين , و نحو 45 % في مزارع الألبان على مستوى الجمهورية عام 2017 وذلك في ظل وجود فجوة غذائية من اللحوم الحمراء و الألبان حيث بلغت نسبة الاكتفاء الذاتي من كل منهما نحو 72% , 84% على الترتيب خلال متوسط الفترة (2013 – 2016).
و قد استهدف البحث ما يلي : (1) التعرف على الوضع الراهن للمزارع المتخصصة في ماشية التسمين وتلك المتخصصة في إنتاج الألبان من حيث أهميتها النسبية وسعاتها الإنتاجية في كل من الأراضي القديمة بمحافظة البحيرة والجديدة بمنطقة النوبارية ، (2) تقدير الطاقات المُعطلّة على مستوى مختلف السعات المزرعية لتلك المزارع ، (3) التعرف على المُتاح من مُختلف أنواع الأعلاف و حساب الميزان العلفي على مستوى الجمهورية ومحافظة البحيرة ومنطقة النوبارية كأحد مُحددات تشغيل مزارع الإنتاج الحيواني ، (4) التعر ف على آراء أصحاب مَزارع عينة الدراسة في كلٍ من الأراضي القديمة و الجديدة بالنسبة لأسباب الطاقات المُعطلّة في تلك المزارع المتخصصة في تسمين الماشية وإنتاج الألبان.
وقد تبين من الدراسة تفوق معدلات النمو في أعداد الأبقار و الجاموس والأغنام والماعز والابل في منطقة النوبارية كأراضي جديدة عن نظيرتها في محافظة البحيرة خلال الفترة (2000 – 2017) حيث بلغ معدل النمو في أعداد الأبقار بالنوبارية نحو 7,7 % سنوياً في حين أخذ نظيره في محافظة البحيرة اتجاها تزايداً غير معنوي إحصائياً , كما بلغ معدل النمو في أعداد الجاموس بمنطقة النوبارية نحو 9,6% سنويا في حين بلغ نظيره بمحافظة البحيرة نحو 0,7% .
ويتضح من توزيع المزارع المتخصصة في تسمين الماشية من حيث أعدادها وفقاً للسعات الحيازية الحيوانية عام 2017 تركزها في الفئتين الأولى (من 10 إلى أقل من 25 رأس) , و الثانية (من 25 إلى أقل من 50 رأس ) على مستوى كل من الأراضي القديمة و الأراضي الجديدة , أما فيما يتعلق بالمزارع المتخصصة في إنتاج الألبان فقد تبين تركز أعدادها في الفئتين الأولى و الثانية على مستوى كلٍ من الجمهورية ومنطقة النوبارية الجديدة و تركزها بمحافظة البحيرة في الفئتين الثانية (من25 إلى أقل من 50 رأس ) و الثالثة ( من 50 رأس فأكثر ) .
كما أوضحت الدراسة فيما يتعلق بالطاقات المُعطلّة بمزارع الماشية المتخصصة على مستوى كل من الجمهورية ومحافظة البحيرة و منطقة النوبارية أنَّها تبلغ نحو 44%, 46% , 21% من الطاقات الكلية لمزارع ماشية التسمين في كل منها على الترتيب , وتبلغ في المزارع المتخصصة في ماشية الألبان نحو 45% , 51% , 19% في كلٍ منها على الترتيب استنادا لبيانات عام 2017 م.
وفيما يتعلق بتوزيع تلك الطاقات المُعطلَة على مستوى الفئات الحيازية الحيوانية فقد تبين من الدراسة أنها تتركز في الفئة الحيازية الثالثة (50 رأس فأكثر) , حيث تمثل الطاقات المعطلة بتلك الفئة نحو 83,5% ,75% , 92,5% من إجمالي الطاقة المعطلة للمزارع المتخصصة في ماشية التسمين على مستوى كلٍ من الجمهورية و محافظة البحيرة و منطقة النوبارية على الترتيب , و نحو 83%, 88% , 98% من إجمالي الطاقة المعطلة للمزارع المتخصصة في ماشية الألبان في كلٍ منها على الترتيب .
وفيما يتعلق بالمتاح من الأعلاف كأحد محددات الطاقة التشغيلية لمزارع الماشية المتخصصة , فقد أوضحت الدراسة من خلال الميزان العلفي الذي تضمن مقارنة احتياجات أعداد الوحدات الحيوانية بالمتاح من مختلف أنواع الأعلاف وجود عجز في الأعلاف المركزة حيث بلغت نسبة المتاح منها نحو 64% من الاحتياجات على مستوى الجمهورية و نحو 51% بمحافظة البحيرة ، و نحو 67 % بمنطقة النوبارية ، في حين تبين وجود فائض من كل من الأعلاف الخضراء و الأتبان على مستوى كل منها خلال متوسط الفترة من (2014-2016) وأن مشكلة الأعلاف الخضراء تتمثل في تركز الفائض منها في العروة الشتوية ووجود عجز منها في كل من العروة الصيفية و العروة النيلية .
كما أوضحت الدراسة من خلال التعرف على آراء أصحاب مزارع عينة الدراسة في العوامل المؤثرة على عدم التشغيل الكامل لمزارعهم أن أهم تلك العوامل بالنسبة لمزارع ماشية التسمين على مستوى كل من الأراضي القديمة والجديدة هو على الترتيب ارتفاع أسعار الأعلاف المركزة , عدم توافر السيولة النقدية اللازمة للتشغيل الكامل, عدم كفاية القروض المنصرفة لمتطلبات التشغيل الكامل , عدم توافر الضمانات التي تمكن من الحصول على القرض المناسب , ارتفاع تكلفة المستلزمات البيطرية , ارتفاع أسعار سيلاج الذرة الشامية في حين كانت أهم تلك العوامل لمزارع ماشية الألبان على مستوى كل من الأراضي القديمة و الجديدة هي على الترتيب ارتفاع أسعار الأعلاف المركزة , عدم توافر السيولة النقدية اللازمة للتشغيل الكامل , انخفاض أسعار بيع اللبن التجاري , ارتفاع سعر البرسيم كعلف أخضر , ارتفاع سلالات الأبقار الأجنبية ذات الإنتاجية المرتفعة من اللبن , عدم وجود مراكز لتجميع الألبان, عدم توافر الضمانات التي تمكن من الحصول على القرض المناسب