استهدفت هذه الدراسة تناول ظاهرة الهجرة غير الشرعية بالوصف والتحليل في إحدي قري مركز كوم حمادة بمحافظة البحيرة حيث أن بها عدد كبير من الشباب المهاجرين بطريقة غير شرعية لدول أوروبا، بالإضافة إلي إرتفاع ميل الشباب الذين لم يهاجروا نحو الهجرة الخارجية سواء بطريقة شرعية أو غير شرعية ويرجع ذلك إلي عدم توفر فرص عمل مناسبة لهم، والرغبة الملحة في تحسين مستوي المعيشة، بجانب المحاكاة والتقليد، مما كان له بالغ الأثر في محاولة إقدام الشباب علي المخاطرة بأرواحهم وبكل ما يمتلكوا مقابل وصولهم إلي أوروبا أو جنة الله علي أرضه كما يتخيلونها أو يسمعون عنها ممن خاضوا تجربة ناجحه في الهجرة سواء بطريقة شرعية أو غير شرعية وعادوا محملين باليورو ليبنوا ويشيدوا، وقد استخدم أسلوب التحليل التمييزي للمقارنة بين مجموعتي الشباب الذين هاجروا بطريقة غير شرعية والشباب غير المهاجرين بالنسبة لمتغيرات التمييز: العمر، وعدد أفراد الأسرة، والمستوي التعليمي، والارتباط الاجتماعي، والمستوي الطموحي، والانتماء للمجتمع المحلي، والمشاركة الأهلية، والشعور بالعدالة الاجتماعية، والمعوقات والضغوط الحياتية، والانفتاح الثقافي علي العالم. وقد أظهرت نتائج الدراسة وجود تباين جوهري بين المهاجرين وغير المهاجرين بالنسبة لمتغير الانتماء للمجتمع المحلي، فهو يعتبر أهم متغيرات التمييز المستقلة إسهاماً في تفسير متغير الهجرة، أما بالنسبة لباقي المتغيرات فالفروق غير جوهرية إحصائياً وإن كان الشباب المهاجرون أقل في المستوي التعليمي والمستوي الطموحي ودرجة الارتباط الاجتماعي ودرجة المشاركة الأهلية ودرجة الشعور بالعدالة الاجتماعية ودرجة الانفتاح الثقافي علي العالم من غير المهاجرين. وقد فسرت متغيرات التمييز حوالي 34% من التمييز بين مجموعتي المهاجرين وغير المهاجرين حيث أن قيمة Wilks' λ Lambda بلغت 0,661، كما بينت النتائج أن نسبة التصنيف الصحيح للمهاجرين وغير المهاجرين قد بلغت حوالي 88% وفقاً لمتغييرات التمييز المستخدمة.