الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد: فقد حرصت الشريعة الإسلامية على تقرير أحكام تحمل في طياتها المصلحة المجتمعية والفردية، وتحقق الخير للجميع؛ فالأسرة بصفتها نواة المجتمع الأول تنعم في ظلال الإسلام الوارفة، وتحيطها أحكام وقواعد تظهر الرحمة والرأفة من خلالها، ومما يحقق مقاصد القرآن الكريم والسنة الشريفة مسألة من أهم المسائل التي تظهر عناية الشريعة الفائقة بالأسرة، وهي مسألة (الأخذ بالأحوط في أحكام الخطبة)، وقد أصل الفقهاء القاعدة من قول النبي الكريم (r) )) دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإن الصدق طمأنينة، وإن الكذب ريبة)) وقد جاءت فكرة هذا البحث من أجل معالجة ضوابط اللجوء للأحوط في الأحكام الفقهية المتعلقة بأحكام الأسرة، والتي يتخذها الفقهاء كممارسات للتدليل على مجاراة الواقع والتعامل مع أحداثه، فالفقه التطبيقي في مسائل الأسرة يظهر مسائل تبرز حاجة المجتمع إلى إصدار فتوى وحكما في المسألة.                 أولًا - أسباب اختيار الموضوع: تعد قضايا الأسرة من أهم القضايا التي ينبغي للمسلم أن يهتم بها دراسة وتمحيصا وبحثا عن الأحكام الفقهية المتعلقة بها، وذلك لأن الأسرة نواة المجتمع الأولى، كما أن الاهتمام بدراسة موضوع ضوابط الأخذ بالأحوط في الفقه الإسلامي في أحكام الأسرة موضوع فقهي قليل العرض من جهة الدراسة، وهو موجود ومطبق على أرض الواقع، لذلك اختار الباحث دراسة الموضوع لتوثيق ما يطبق في فتاوى الأسرة من زواج أو طلاق أو ميراث أو غيره من أحكام الأسرة.