الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين سيدنا محمد - صلي الله عليه وسلم -وعلي آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان إلي يوم الدين . أما بعد : فقد أبي المولي - عز وجل - الكمال إلا لكتابه العزيز، ومنع العصمة إلا لرسوله الكريم – صلى الله عليه وسلم – وكل من سواه يؤخذ منه ويرد، فلا يكون النقد أو التعقب انتقاصًا من قدر العلماء ولا تقليلًا من سمو مكانتهم، وإنما هو تنقية لمصنفاتهم، وتنزيهًا لها عما اعتراها من زلل أو خطأ، فلا يستقر من العلم إلا الصحيح، ولا يلتبس الخطأ بالصواب. وقد سلك الشيخ الألباني نهج العلماء في نقد الأخطاء وتصوبيها، والتنبيه علي الأوهام وإصلاحها؛ لما تمتع به الشيخ الألباني من سعة العلم والاطلاع، والقدرة علي الموازنة والمناظرة، فوقع لي في تعليقاته المذكورة كثير من التعقبات النافعة علي بعض أقوال أهل العلم والفضل، ومنها تعقباته الفقهية التي أوردها في كتاب الزكاة، في كتابه (تمام المنة)، علي الشيخ سيد سابق في كتابه (فقه السنة)؛ فرأت الباحثة أنه من الضروري جمع بعض هذه التعقبات ودراستها وتحليلها علي أسس علمية، لاسيما أن  كتاب فقه السنة قد لاقي قبولًا عند الباحثين بل وعند العامة، وذاع صيته وانتشر وكذلك فإن كثيرًا من أهل العلم فضلًا عن طلابه يعتمدون علي ترجيحات واختيارات الشيخ الألباني الفقهية، ويأخذون بها، فكانت الدراسة بعنوان (تعقبات الشيخ الألباني الفقهية في كتابه تمام المنة علي الشيخ سيد سابق في كتابه  فقه السنة مسائل الزكاة أنموذجًا . حاولت الباحثة في هذا البحث تتبع تعقبات الشيخ الألباني، وبيان ما صح منها وتأكيده، والتنبيه علي ما لم يصح منها، جاعلة الإنصاف منهجها قدر ما استطاعت مقتدية بقول المولي – عز وجل -  { وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا }