يعتبر الفقر من المشاكل التي تواجه الفرد والمجتمع، وقد بذلت جميع مجتمعات العالم جهودًا لمواجهة هذه المشكلة. قدم الإسلام أيضًا نظامًا شاملاً للمساهمة في حل مشكلة الفقر متمثل في الزكاة، فتعتبر الزكاة من الأدوات المالية في النظام الاقتصادي الإسلامي، كما أنها أداة من أدوات التكافل الاجتماعي وتخفيف حدة الفقر في المجتمع. وتتمثل مشكلة البحث في زيادة معدلات الفقر في الدول الإسلامية على الرغم من وجود الزكاة كأداة فعالة في حل العديد من المشاكل وخاصة خفض معدلات الفقر. وقد قامت العديد من الدول الإسلامية بالتطبيق المؤسسي لجمع وتوزيع الزكاة على مستحقيها مثل دولة ماليزيا والتي نجحت في تقليل معدلات الفقر بها، حيث كان معدل الفقر (52.4%) في عام 1970 ثم انخفض إلى (29.2%) في عام 1980 إلى أن وصل إلى (0.3%) عام 2021. يهدف البحث إلى دراسة دور الزكاة وبعض التدابير الأخرى التي تم اتخاذها في ماليزيا في علاج مشكلة الفقر، والفرضية الأساسية للبحث: "ساهم التطبيق المؤسسي للزكاة في تقليل معدلات الفقر في ماليزيا". استخدمت الدراسة نموذج متجه تصحيح الخطأ (VECM) لتقييم تأثير صرف الزكاة مع المتغيرات الأخرى على الفقر. أظهرت نتائج الدراسة أن صرف الزكاة بين الفقراء قد ساهم في التخفيف من حدة الفقر في ماليزيا. وأظهرت النتالج أن هناك علاقة عكسية معنوية بين الفقر وصرف الزكاة على المدى القصير والمدى الطويل. وقد أوصت الدراسة بضرورة الاستفادة من التجربة الماليزية في معالجة مشكلة الفقر بصفة عامة وإدارة أموال الزكاة بصفة خاصة.