المرويات التاريخية، هي تلك التي سجلت لنا تاريخ النحو العربي بدءًا من نشأته، مرورا بتطوره، وختاما بعرض سير رجالاته، وسجلات قواعده.
ولقد كان لهذه المرويات أثر كبير في صناعة قناعات راسخة لدى دارسي النحو العربي قديما وحديثا، فما أورده المؤرخون الذين اعتنوا بالعلوم اللغوية عامة، وبعلم النحو خاصة، وبسيبويه على وجه أخص رسخ لدى الدارسين قــــــناعات أضحــــت من أهـــم الثوابت العلمية المكينة التي لا يجوز مناقشتها فضلا عن توجيه النقد لما تضمنته من أخبـــار، وما بنيت عليها من قناعات، وهذا الفهم للتاريخ الذي يصل أحيانا للتقديس، ليس أضر منه على العلم ودارسيه، وقد صدق الزبيري رحمه الله في تصويره للخطورة التي تترتب على المرويات التاريخية وما ينبني عليها، فيقول :" الأضاليل" .
ويقول غيره معلقا عليه :"وأي تشويه للتاريخ يعني تشــــــــويه الحاضر وارتباك المستقبل، ولا أظنني أبالغ إذا قلت إن كثيرا من مآسينا الحاضرة يرجع إلى القيم والقناعات المشوهة التي تسربت إلينا عن طريق روايات تاريخية لا أساس لها من الصحة .