تناقش هذه الدراسة موضوع أثر المكروه في فضل صلاة الجماعة من خلال مناقشة مفهوم المكروه بوصفه حكما تكليفيا من خلال بيان معناه اللغوي والاصطلاحي وعلاقته ببعض المفاهيم ذات الصلة كمفهوم خلاف الأولي ونرك المستحب ، ثم التعرض لفضيلة الجماعة التي يؤثر فيها المكروه ، وبيان كيفية التأثير ، وقد برزت مشكلة الدراسة عند مطالعة مصنفات الفقهاء قديما وحديثا فوجدتهم يحكمون على الفعل بالكراهة ومع ذلك لا يبطلونه أو يفسدونه، وهنا يظهر الإشكال ما جدوى الحكم بالكراهة على فعل مادام غير مؤثر في بطلان أو فساد وقد أجابت الدراسة على هذا الإشكال بعد استقراء مصنفات الأصول والفقه وتحليل كلام الفقهاء المتعلق بالمسائل التي حكم فيها بالكراهة وكيف أنها أثرت في فضيلة الجماعة من حيث هي جماعة أي أن الفعل من أفعال صلاة الجماعة فأسقط المكروه فضيلته ، وتوصلت الدراسة إلى أن المكروه لا ثواب فيه، ومن ثم إذا ارتكب مكروه في صلاة الجماعة من حيث الجماعة، فإنه يسقط فضيلة الجماعة ، وأن المقصود من إسقاط فضيلة الجماعة هو سقوط الفضيلة التي هي (السبع والعشرين درجة) على أكثر ما ورد ، وأن المراد بالسبع والعشرين درجة هو، سبع وعشرين قيام، وركوع، وسجود ، وأن المقصود من قولهم يسقط الفضيلة أي الجزء الذي فعل فيه المكروه لا الكل ، وأن ترك المستحب مكروه ، وقد حصرت الدراسة بعض الأفعال التي حكم فيها بالكراهة فبلغت اثنتين وعشرين مسألة .