تعدّ واجهات الأبراج المكتبية المستدامة أحد الاتجاهات الحديثة والتي ظهرت نتيجة للاستهلاك الكبير والحاجة الملحة للحفاظ على الموارد الطبيعية المختلفة، وفق تقنيات وأساليب حديثة ومبتكرة تسهم في الحفاظ على موارد بيئتنا والمحافظة عليها.وبتطبيق مبادئ الاستدامة في واجهات الأبراج المكتبية مثل: خفض استهلاك الطاقة، وتحسين جودة البيئة الداخلية، والتهوية الطبيعة وغيرها، أصبحت واجهات المباني والأبراج المكتبية أفضل من الناحية البيئية رغم التكاليف العالية، إلا أنها مع الاستخدام تحقق الأهداف المرجوة منها. ، لذا لابد من تبادل الخبرات والاستفادة من التجارب بالدول التي سبقتنا بمجال تقنيات واجهات مباني الابراج المكتبية، وتحليلها واختيار ما يناسب بيئتنا الحارة الجافة، بحيث تتكامل مع البيئة المناخية المحيطة، والقيم الاقتصادية، والثقافية، لتحقيق حياة أفضل للمجتمع وللأجيال القادمة.
لا تزال الابراج المكتبية في بيئة المناطق الحارة الجافة في المملكة العربية السعودية تصمم باستخدام تقنيات البناء الحديثة، وترخص من هيئة تطوير الرياض أو من أمانة الرياض، وتنفذ بعد ذلك دون وجود معايير لتقييم مدى استدامتها وفقا للمعايير العالمية ودون تقييم لأدائها الحراري والذي من شأنه خفض تكلفة التشغيل، وتحقيق الاستدامة بما يتوافق مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030 وقد هدفت هذه الدراسة إلى معرفة العوامل المساهمة في ايجاد معايير تقييم لمدى استدامة واجهات مباني الابراج المكتبية في المناخ الحار الجاف بالمملكة العربية السعودية مثل: توفير الإضاءة والتهوية الطبيعية وغيرها، ويستفيد منها المصممين المعماريين في تصميم واجهات تساهم في تحسين الأداء الحراري داخل الأبراج المكتبية، باستخدام تقنيات تسهم في استغلال الطاقات الطبيعية، وبما يؤدي إلى خفض استهلاك الطاقة، ولتمكين الجهات المعنية باعتماد الأبراج وبإصدار تراخيص بنائها والحكم كذلك على مدى ملائمة التصميم المقترح.