تعتبر سياحة التراث ذات أهمية كبيرة للعديد من الدول وتأتي مصر في مقدمة الدول التي تتوافر فيها العديد من مقومات سياحة التراث بكافة انواعها الطبيعية والثقافية في معظم المقاصد السياحية، كما يوجد العديد من المناطق التراثية في مصر، والتي تسعي الي رفع كفائتها دون الاخلال بالتوازن الطبيعي بها وتوظيف تراثها التاريخي والثقافي ليكون أكثر جاذبية وفاعلية وتأثيراً علي التنمية السياحية، ومنها محافظة أسوان وهي إحدي المدن التي تزدهر بالعديد من مقومات التراث كما تضم بلاد النوبة التي كانت في عصورها القديمة ملتقي الحضارات وموطناً للثقافة وجسرا للتجارة عبر جميع مداخلها، كما تشتهر بالعمارة النوبية التقليدية التراثية الممتدة علي ضفتي نهر النيل أقصي شمال السودان وأقصي جنوب مصر، وقد جاءت المساكن النوبية التقليدية التراثية ملبية احتياجات مستعمليها، كما استفادت من امكانيات الحضارات السابقة من مواد محلية وأساليب بناء، ويمثل المسكن التقليدي النوبي التراثي مثالاً جيداً لتوافر العوامل المؤثرة علي المسكن، كاالبيئية، الإجتماعية، السياسية والإقتصادية والتي تبينت من خلال المفردات المعمارية وتصميم الفراغ والعلاقة مع البيئة المحيطة وتحقيق التوازن الاجتماعي كتوافر الخصوصية وتوطيد العلاقات وممارسة العادات والتقاليد. تناول الدراسة عرض لمفاهيم المساكن النوبية التقليدية التراثية والعوامل المؤثرة في تكوينها واختلاف المفردات المعمارية بإختلاف هذه العوامل، وقد تم اختيار قريتي "غرب اسوان"و"غرب سهيل" بمحافظة أسوان كدراسة تحليلية نظرا لما تمتلكه القريتين من مقومات طبيعية وتاريخية. وتتسم منطقتي الدراسة بأنها مناطق ذات مخزون تراثي معماري يتوافرفيه كل المقومات والعوامل المؤثرة علي تكوين المسكن التقليدي وقد خلص البحث إلي تأثرالمسكن التقليدي النوبي التراثي من الناحية الاجتماعية والبيئية نتيجة العوامل الاقتصادية والمتمثلة في السياحة التراثية.