الأغنية الشعبية مصدر أساسي من مصادر الأدب الشعبي , وذلك لأنها تحمل صوره الماضي القديم إلي الأجيال المعاصرة والقادمة , تلك الخبرات التي تمثل بؤرة لكل ما يهم الأنسان , اذ ترتبط ارتباطا وثيقاً بدورة حياته ابتداء من الميلاد حتي الوفاة , فهي تنقل لنا بصدق إحساس الشعب الذي يفرزها في كل مناسباته السعيدة وهذا هو السبب في انتشارها وتناقلها من جيل إلي جيل .
وتعد دراسة الأغنية , و وصف كيان وجودها أو تشخيصه في المجتمع من الدراسات المهمة والحديثة في الآداب , فهي أسلوب تحليلي يساعد علي فهم عادات المجتمع ومعتقداته وما يسوده من تنوع تجسيداتها وتغيراتها , ورغم التنوع الذي نجده في الأغاني الشعبية علي مستوي الأصناف والخصائص إلا أنها مثلت للإنسان وسيلة يجمع بواستطها حصيلة ثقافية على مر الأجيال واختلاف البيئات , فهي تصدر عن وجدان جماعي قبليا كان أو قوميا بصورة تلقائية وتنهض بدور كبير في تحقيق غايات أو وظائف متعددة تحافظ على تراث المجتمع من ناحية وتسعي إلى إرساء قيم أخلاقية وتعليمية وثقافية( ) .
ويهدف هذا البحث علي المستوي التنظيري
أولاً: التعرف علي مفهوم الأغنية الشعبية وخصائصها .
ثانياً: دراسة نوع من أنواع الأغنية الشعبية هو الأغاني الدينية وتحديداً فولكلور الحج أو أغاني الحج ( حنون الحج )
باعتباره حقلا قائماً بذاته يُعني بدراسة الظواهر الشعبية الخاصة باحتفالية الحج المصاحبة لأداء فريضة الحج وزيارة الرسول صلي الله عليه وسلم وما يرتبط بهذه الاحتفالية الكبرى ,