يعد التكرار من الأساليب البلاغية الأصيلة, وهو أسلوب عريق ووسيلة من وسائل البيان التي يستخدمها الشعراء في فنهم الشعري, فهي من الوسائل التي لا ينجح غيرها في موضعها, كما تفتضيها مواقف ومقامات لا بديل منها فيها.
والتكرار يسهم في جعل الخطاب الشعري من الناحية اللغوية مليئًا بالحيوية؛ مما يكسب المتلقي نوعًا من أنواع التفاعل الإيجابي مع النص الشعري, الأمر الذي يجعل من القارئ مشاركًا في إعادة إنتاج النص الشعري.
والمكرر يتعدد وفق المستويات المختلفة للتكرار,ومنها: التكرار البسيط المتمثل في الحرف والكلمة والصيغة, والتكرار المركب الذي يشمل العبارة واللازمة والمقطع؛ حيث يراعي الشاعر المقام الذي يتطلب التكرار, مع مراعاة سياق النص الشعري.
ومن هذا المنطلق يحاول البحث تناول ظاهرة التكرار بتجلياتها المختلفة في لافتات الشاعر العراقي أحمد مطر؛حيث زخرت اللافتات بهذه الظاهرة,التي تستحق التناول؛فهي تمثل تيمة أسلوبية وزعها الشاعر في ترتيب فني جمالي,وكثافة دلالية, تعبر عن شاعر متمرد, وانسان يحمل همًّا يصهر الألفاظ مع التراكيب في تناسق فني يجمع بين جمال الشكل وسمو الهدف.