يحاول البحث تتبع المسارات المختلفة لصورة البطل في رواية بغل المجلي للمبدع عبد الجواد خفاجي عبر بناء الرواية الفني, وتشكيلات الرؤية الإبداعية في الرواية, حيث يمرر المبدع رؤيته من خلال بناء محكم وخيوط قد تبدو في القراءة البدائية أنها متباعدة, غير أن المتلقي لا يلبث أن يغير وجهته ؛ ليري قوة التماسك وتشابك الخيوط وتكاملها في اتزان فني, ينم عن مبدع عالم بكيفية إيصال رؤيته للمتلقي.
فالرواية تضع يدها على عالم واقعي, غارق في خرافات منتشر في بيئة المبدع الصعيدية وفي كثير من البيئات المماثلة لبيئة الروائي, عبر صورة لبطل, الذي يمثل محور العمل في الرواية, فهو بطل يختلف عن البطل المتخيل, فهو" بغل" بطل أسطوري خارق, يصنع المعجزات يفعل ولا يتكلم , تنقضي به الحاجات وتزول به الهموم, ينجي من المصائب, ويحمل قوى خفية ترهب مريديه وأعدائه على حد سواء , حيث ارتبط هذا البطل ببيئة مليئة بأزمات متنوعة, وظروف حياتية في منتهى القسوة, إضافة إلى تفشي بعض الأمراض في الوعي الجماعي لفئات من هذه البيئات, في محاولة منهم للتشبث ببطل أيا كان هذا البطل مادام يخفف آلامهم, ويحل أزماتهم المستعصية.
حاول الكاتب في نصه الروائي, وعبر التقنيات المختلفة والتي سيتناولها البحث
تسليط ضوء الأدب علي واقع ممتلئ بممارسات موروثة علي شاكلة هذا ما وجدنا عليه آباؤنا؛ لجعل المتلقي يشارك النص الروائي في تأثير هذه الفئات علي المجتمع, في محاولة إصلاحية لهذه الفئات عبر قالب فني يجمع بين روعة وجمال الفن وسمو الرسالة الإصلاحية الاجتماعية للمبدع.