يُعد علم السيكولوجي ألصق العلوم الإنسانية بالأدب، فلسيكولوجية الأديب أهمية قصوى في إبداعه الأدبي بوصفه حالة انفعالية صادقة تعبر عن مكابدته الذاتية؛ لذلك كان للأثر السيكولوجي للشعراء حضور بيِّن في قصائدهم، ذات التأثير القوي في نفوس المتلقين، ومن ثم فإن فهم النص الشعري وتحليله قوامه فهم واقع الشاعر النفسي.
  والباعث على اختيار موضوع الدراسة يرجع إلى الرغبة في تقديم رؤية جديدة للتراث الشعري في ضوء المناهج النقدية الحديثة.                                 
   وتكمن أهمية الدراسة في عنايتها بالبحث عن أثر الدوافع النفسية في تشكيل النص الشعري.                                                                 
  وتهدف الدراسة إلى تسليط الضوء على العلاقة القوية بين سيكولوجية جميل بن معمر ورائيته، وبيان أثرها في اختياره لطرق التعبير عنها، باعتبارها وثيقة الصلة بالشاعر، والمرآة التي تعكس لنا نفسيته، بالإضافة إلى إبراز أثرها في المتلقين بما تحدثه من شعور بالمتعة النفسية.                                                
   واعتمدت في الدراسة على المنهج التكاملي الذي يُعنى بدراسة النص من جميع جوانبه، من خلال الاستعانة بالمناهج النقدية المتباينة، وتطبيق كل ما هو مناسب منها لسبر أغوار النص، وتقديم رؤية نقدية شمولية.