يهدفُ هذا البحث إلى إظهار فكرة التّأويل النّحوي، والتّنقيب عليها في شرح الرُّمَّانّي لكتاب سيبويه؛ وهذا من خلال الكشف عن دوره، وجهوده في التأسيس لهذه الظاهرة، والتي من دورها أن تؤدي إلى اتِّساق العلاقة بين النّص والقاعدة، والتقارب فيما بينهما اتساقًا يعم به النفع والفائدة. وقد جاء البحث مشتملًا على ظاهرة التأويل النحوي بالتضمين؛ وقد اخترت ظاهرةَ التضمين في الأسماء والأفعال، لتكون مادة هذا البحث. ويعدُّ التضمين من أهم الأساليب النحوية التأويلية؛ لأنه يميل إلى الإيجاز والسعة في آن واحد؛ ومن فوائده أن تؤدي كلمةً مؤدى كلمتين؛ أو بتعريف آخر كما عرفه الزمخشري بأنه: "التوسع في استعمال لفظ بجعله مؤديًا معنى لفظٍ آخرَ مناسب له" ويكون التضمين في الأسماء، والأفعال، والحروف. ومن خلال دراستنا لموضوع (التَّأوِيْل النَّحْوِيّ بالتضمين في الأسماء والأفعال عِنْدَ الرُّمَّانِيّ فِي شَرْحِ كِتَابِ سِيْبَوَيْه)، محاولةً منّا لرصد وتتبع تلك الظاهرة لدى الرُّمَّانِيّ في شرحه لكتاب سيبويه، والكشف عن أثر التضمين النحوي في التراكيب النحوية. ومن خلال الدراسة وقفنا على منهج الرماني وفكره. وحاولنا الموازنة -ما أمكننا ذلك- بين أقواله وأقوال العلماء في توجيه وتأويل النصوص القرآنية، والشَّوَاهِدِ الشّعْريّةِ، والأمثال العربية، تأويلًا تَقْبَلُهُ الصّنَاعَةُ النَّحْويّةُ، والفِطْرَةُ العَرَبِيَّةُ السَّلِيْمَة. وللوقوفِ عَلَى هذا الفكر، لابُدَّ مِنْ ذِكْرِ أقوال الدارسين القدامى والمعاصرين له، وذكر الدّرَاسات الّتِي تناولته، فثبت مِمَّا لا شك فيه أنَّه عالمٌ عَرَفَهُ أهلُ زمانهِ، فأنزلوه منزلتَه التي يستحقها.