الملخص:
يتناول هذا البحث صورة الأم في روميات أبي فراس من خلال تحليل بعض النصوص التي تتصل بأمه اتصالا قويا معبرا عن عواطفهما المتشابكة، وتشكل هذه النصوص في مجملها دائرة تتكامل فيما بينها وتتدرج وتتناغم لتعطي صورة دقيقة أو قريبة من الدقة للأم بداية من أسر الشاعر ولدها، ومعاناته وآلامه، ومحاولته مواساتها والتخفيف عنها حتى ساعة وفاتها، وبكائه لها بكاء مرا. ولكي يتحقق مبتغى هذا البحث في التحليل، فقد اتجهت بداية إلى الحديث عن تعدد قراءات النص الأدبي وتنوعها وثرائها، والعوامل التي تسهم في ذلك سواء فيما يتصل بالمبدع أو المتلقي أو عملية الإبداع نفسها، ثم تناولت مدخلا مناسبا حول قيمة الروميات الفنية وأهم موضوعاتها، ودواعي اهتمام أبي فراس البالغ بأمه ثم عمدت إلى تحليل نص يتصل بمشاعر أمه الفياضة وهو أسير، وما انتابها من العلل والأسقام والمخاوف والهواجس مع أسر وحيدها وخذلان من حولها لها، وكل ذلك على هيئة مشاهد شعرية، ثم تناولت دعوات الشاعر أمه إلى الصبر وعدم الجزع والتأسي بمن سبق تهدئةً لخواطرها. ثم عرضت صورة أخرى للأم الحزينة حين شارفت على الوفاة ثم ماتت دون أن يتحقق أملها بافتداء أسيرها فتقر عينها برؤياه قبل الوفاة، فيعرض الشاعر لجميل خصالها ومدى حزنه وخسارته بوفاتها. ثم عرضت أبرز الظواهر التركيبية ذات الصلة بصورة الأم لديه، خاصة فيما يتصل بعملية البث الشفوي بوصفه سمة بارزة.