يعد المذهب المالكي من أشد المذاهب في الالتفاف إلى المصالح التي راعاها الشارع في أحكامه، وأحسنها في مسايرة طبيعة التطور الحاصل في الحياة، وأجودها في النظر إلى مصالح الناس تحصيلاً لها، ورفعًا للحرج المتوقع أو الواقع بالخلق، مما يكفل لهذه الشريعة الخالدة صلاحية التشريع في كل زمان ومكان، من غير أن تخرج بالناس عن سماحة الإسلام ويسره.
البحث في أثر توظيف فقهاء المالكية للمصالح المرسلة في التيسير على الشباب، (النكاح نموذجاً) وقد جعلته في مقدمة ومبحثين وخاتمة؛ حيث تناول البحث في مبحثه الأول: تعريف المصالح المرسلة والمذهب المالكي، ثم تحدثت عن المذهب المالكي وبيان أثر المدرسة المالكية المصرية فيه، والمبحث الثاني جعلته في نموذج من التسيير على الشباب في النكاح "مسألة حكم تجهيز الزوجة ما تحتاج إليه من صداقها"، وذكرت أثر مراعاة المصلحة المرسلة في هذه المسألة والرأي الراجح فيها.
يعتري البحث إشكالية كيف أمكن فقهاء المالكية توظيف المصالح المرسلة في تيسير أمور الزواج على الشباب؟
يستمد هذا البحث أهميته من كونه طريقًا من طرق الوصول إلى الأحكام الشرعية هدفه بيان القيمة التشريعية للمصلحة المرسلة في المذهب المالكي لدى المدرسة المصرية.