جاء هذا البحث للكشف عن موقف المستشرق الألماني "ولفرد مادلنج" من المذهب الماتريدي، وقد عنونته بـ"المذهب الماتريدي في الدراسات الاستشراقية: المستشرق مادلنج نموذجا". وقد تميز مادلنج عن سابقيه من المستشرقين المهتمين بدراسة علم الكلام بالعناية بدراسة المذهب الماتريدي، وخصص لذلك مقالين في دائرة المعارف الإسلامية بالإنجليزية، الأول عن الماتريدي، والآخر عن الماتريدية، تحدث من خلالهما عن تاريخ الماتريدية ونشأتها وأهم أعلامها بعد الماتريدي ومؤلفاتهم الكلامية، وعرض كذلك لأهم آراء الماتريدي. وقد جاء هذا البحث في مقدمة وتمهيد وثلاثة مباحث وخاتمة، ثم ثبت بالمصادر والمراجع، أما المقدمة فقد بينت فيها أهمية الموضوع وأسباب دراسته ومنهجي في الدراسة، بينما خصصت التمهيد للتعريف بالمستشرق الألماني مادلنج وجهوده في الدراسات الكلامية بصفة عامة، وتناولت في المبحث الأول موقف المستشرقين قبل مادلنج من المذهب الماتريدي، أما المبحث الثاني فقد تحدثت فيه عن نشأة المذهب الماتريدي وتاريخه من وجهة نظر مادلنج، ثم عرضت في المبحث الثالث الآراء الكلامية التي ذكرها مادلنج عند الماتريدي، أما الخاتمة فقد تضمنت أهم نتائج البحث، ومنها: أن حديث مادلنج عن تاريخ المدرسة الماتريدية ونشأتها اتسم بالدقة والعمق وسعة الاطلاع، وعالج النقص والتقصير الذي وقعت فيه المصادر الإسلامية في حديثها عن المذهب الماتريدي، كما أن عرضه لآراء الماتريدي الكلامية تميز بالإيجاز والدقة والأمانة، وهو عرض ينم عن معرفة وإلمام بالمذهب الماتريدي، واطلاع على مصادره الأصلية.