يمثل مقام النبوة فى كافة الأديان السماوية جانب القداسة الألهية التى تحيط بالعنصر البشري فى أكمل صوره وهم الأنبياء، حيث وضعت الكتب السماوية للانبياء مكانة عظمى ورسمت لهم ملامح القدسية التى يتمتع بها أصحاب هذا المقام الرفيع، وقد مثلت تلك القدسية جوانب الاعتقاد التي أرادها الخالق تبارك وتعالى من عباده فى تلك المسألة.  وقد بينت الشرائع السماوية أن مقام النبوة هو الصورة الأكمل فى الجانب البشري  فهم من أصطفاهم الله من بين البشر لحمل رسالته إلى خلقه، وتمثل معجزة الانبياء إحدى الدلائل الكبرى لتأكيد رسالة الانبياء وبيان مدى صدقهم، حيث يجرى الله على أيدهم خوارق للعادات للتأكيد على صلتهم بالخالق تبارك وتعالى. وقد شاءت حكمة الله تعالى أن تكون كل معجزة موافقة لقوم كل نبي حتى تكون أوقع فى النفوس وأجدر بالقبول، وقد تلقت الامم تلك المعجزات إما بالقبول والتصديق أو الرفض والتكذيب .وقد تناولت الكتب السماوية موضوع المعجزة بالحديث والتفصيل لبيان مدى المعاناة التى تلقها كل نبي على يد المعارضين والمختالفين من قومه، وبيان أثر كل معجزة فى قوم كل نبي، وتدعيما وترسيخا لحال النبي الحاضر. لذا كانت المعجزة كحجر الزاوية فى دعوة الانبياء، والشواهد الحسية الظاهرة على صدق دعوتهم .