تتناول الدراسة ملامح الدور الإقليمي السعودي منذ تولي الملك سلمان مقاليد الحكم في2015 وحتى2023، في ظل ظروف تاريخية دولية و إقليمية استثنائية تشهد اضطرابات وتحولات عميقة متلاحقة وسريعة بدأت منذ أحداث الربيع العربي 2010-2011 في الشرق الأوسط؛ إنجرفت معها المنطقة إلى مرحلة غير مسبوقة من مظاهر التفكك والتجزئة هددت معها الأمن القومي العربي برمته و الأمن الوطني السعودي تباعا؛ مما فرض على المملكة التعامل مع تداعياتها بشكل يتناسب مع مدى خطورتها.تناقش الدراسة المحددات الأساسية للدور الإقليمي للمملكة في منطقة الشرق الأوسط، و تحليل الأحداث التي وقعت بعدها، والتي أدت إلى تآكل الهوامش الأمنية لها،وأخيراً الاستنتاجات التي أثيرت بشأن التهديدات والمخاطر والسياسات التي تبنتها في مواجهة السيناريوهات المعقدة التي انطلقت بعد الأزمات الإقليمية المختلفة.تكمن أهمية الدراسة من ارتباطها بواحدة من أهم الدول المحورية في الشرق الأوسط، والتي تواجه تحديات أمنية خطيرة في ظل بيئة أمنية مضطربة، تؤثر بشكل كبير على كافة الأبعاد والتفاعلات الإستراتيجية بالمنطقة. خلصت الدراسة إلى أن  الدور الإقليمي السعودي في ظل إدارة الملك سلمان كان أكثر حضورا من ذي قبل في مجالاته الحيوية المختلفة خليجيا، وعربيا، وإقليميا و أكثر تكيفا ومواكبة للأزمات والتغيرات الإقليمية وكان من بعض نتائج الأداء السياسي والدبلوماسي الجديد للدور السعودي تنويع مصادر قوة المملكة العربية السعودية، وعلاقاتها الخارجية؛ مما يكون له أكبر الأثر في تأكيد تأثيرالمملكة في حركتها الدولية.