إن الحديث عن مفهوم إدارة المعرفة وكيفية تطبيقه داخل المنظمات العامة يحتاج من الحكومات جهد كبير لضمان تطبيقه بأكثر كفاءة وفعالية، وذلك يتطلب كشرط أساسي وجود ثقافة تنظيمية داعمة لتطبيق مستهدفات إدارة المعرفة سواء عند المنظمة وعامليها أو حتى الجمهور المتلقي للخدمة. ولكن يبقى السؤال: هل عند اتباع كل العمليات والإجراءات تستطيع المنظمة تحقيق التميز الإداري والتحسين من جودة الخطط الموضوعة والمنفذة بالفعل؟
وبالطبع الإجابة على هذا التساؤل يتطلب معرفة هل فعلاً المنظمة تطبق برامج إدارة المعرفة من أجل تحقيق تحسينات وتطويرات إيجابية داخل قطاعات مختلفة تهدف لتحسين الخدمات الحكومية المقدمة للجمهور وترفع جاهزيتها لمواجهة أي أزمة طارئة، وتزيد من قدرتها على المنافسة، أم أنها تطبق ذلك كونه أمرا روتينيا أصبح متطلباً عاماً يجب تطبيقه.
ولمعرفة ذلك بالتفصيل تهدف هذه الدراسة البحثية للبحث عن مدى دور إدارة المعرفة في تحقيق مستوى مقبول من التميز الإداري داخل المؤسسات الحكومية، وهل بالفعل تطبيق مستهدفات إدارة المعرفة يساعد الحكومات على تطوير وتحسين بنية الجهاز الإداري للدولة.