دفعت التحولات في ظل التغيرات التي حدثت في النظام العالمي الجديد إلى تبني سياسات جديدة في علاقاتهم، بحيث تقوم هذه العلاقات على الإعتماد المتبادل فيما بينهم والمصالح المشتركه وتوازن المصالح. ويمثل التطور الذي حدث في العلاقات الصينية الخليجية إدراكًا لمعطيات الظروف الدولية والإقليمية، وأهمية هذا التطور في العلاقات فيما بينهم لوجود المصالح المشتركة بين الطرفين. يهدف هذا البحث إلى استعراض علاقات الصين بدول الخليج العربي، لاسيما البعد الاقتصادي فعلاقات الصين بتلك الدول تتسم بقدر كبير من الأهمية يفرضها كم المصالح الاقتصادية المتبادلة بين الطرفين، ورغبة الجانبين في تنمية وتطوير تلك العلاقات.

تُعد المنطقة العربية من المناطق الاستراتيجية المهمة بالنسبة للقوى الكبرى ومن ضمنها الصين، فهى تعد من المناطق الرئيسية بالنسبة إلى مصادر الطاقة، ومنذ بداية القرن الواحد والعشرين يلاحظ أن دول الخليج صارت الأكثر حضورًا في علاقات الصين الغربية ومع التغيرات التي تشهدها المنطقة العربية. حيث أن دول مجلس التعاون الخليجي هى الأكثر استقرارًا سياسيًا ونموًا اقتصاديًا في المنطقة، ومع تنامي الدور الاقليمي لبعض دول مجلس التعاون الخليجي، واقتران ذلك بتزايد حاجة الصين إلى إمدادات آمنة للطاقة، وسعيها إلى تنويع اسواق منتجاتها، في ظل انخفاض القدرة الشرائية في الأسواق التقليدية لتلك المنتجات. فإن المنطقة العربية تعد من المناطق الاستراتيجية المهمة بالنسة للقوى الكبرى.