تُعد الكتابات الأثرية فنا من أهم وأقدم الفنون التراثية المرئية التي عرفها الانسان، وتحقق متعة جمالية بأشكالها التعبيرية المختلفة، كونها فنًا من الفنون الحرفية التقليدية، وتحمل الكثير من الموروثات الأدبية والحِكم والأمثال والآيات القرآنية والأبيات الشعرية، فضلًا عن أنها تضم معلومات أثرية تتعلق بالمبنى الأثري كتاريخه ووصفه، لذلك فهي تسجيلًا وتدوينًا لأحداث ما سبقونا، لحماية تراث مرئي سريع الزوال على نحو دائم بواسطة الكتابة.
وانطلاقا من أهمية الكتابات الأثرية في إثراء الإبداع الفني جعلنا نهتم بواحدة من تلك الكتابات الموجودة في أحد البيوت الأثرية المصرية، وهو بيت السحيمي الذي يرجع تاريخه إلى العصر العثماني، مستخدما في ذلك معايير ميتاداتا المواد البصرية VRA وميتاداتا المواد الفنية CDWA التي تكفل حماية الوثائق والقطع التراثية الفنية وما يتعلق بها من أدوات لتخرج هذه الأعمال الفنية بطريقة جذابة، وتضمن وصفها وتوثيقها وصفا دقيقا وإتاحتها بشكل آمن مؤكدًا في ذلك على هويتنا الثقافية والتراثية كونها جزءًا من التراث الثقافي المادي واللامادي. معتمدًا في ذلك على المنهج التاريخي والوصفي. وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج أهمها: دور المعايير الوصفية الدولية في حفظ وصون المواد الأثرية، وأهميتها في إحياء الكتابات الأثرية وأثرها على صون التراث الثقافي، وانطلاقًا من هذه النتائج توصلت الدراسة إلى مجموعة من التوصيات أهمها: تشجيع الأبحاث والدراسات العلمية على استثمار التراث الجداري في كافة المجالات، مع وضع السياسات الخاصة والتشريعات اللازمة التي تضمن الحفاظ على ذلك النوع المغاير من الوثائق التراثية.