لما كان منتج المعرفة التربوية فى أصول التربية قادراً على تحريك المجتمع ودفعه فى مسار الارتقاء الحضاري وحل قضاياه ومشكلاته ، وتأسيس نموذج معرفى تربوي أصيل ومتجدد يحمل رؤى فكرية ليست هينة فى فهم الواقع التربوي والتعليمي ؛ فمن الضرورى التعرف على واقع المعرفة التربوية وعلاقته بالأوضاع المجتمعية ، بل والارتقاء بهذه العلاقة وتطويرها - ذلك أن الارتقاء بمنتج المعرفة التربوية بما يتناسب مع الأوضاع المجتمعية المتغيرة خاصة بعد ثورة 25 يناير 2011 - تحتمه الكثير من المسوغات مثل : ضرورة أن تتبوأ كليات التربية المكان اللائق بها فى ماراثون الحضارة الإنسانية ، والتعريف بما ينشر فى ميادين المعرفة وخاصة أصول التربية ، وإلى تنشيط الحوار الفكري البناء ، فضلاً عن المشاركة فى حل قضايا المجتمع ومشكلاته بأساليب موضوعية تقوم على أسس علمية .         وفى سبيل أن يتم بيان واقع المعرفة التربوية والعلاقة بين المعرفة التربوية والأوضاع المجتمعية ، يتعين تحليل ونقد بعض مجالات البحث فى أصول التربية ، والاستناد إلى جملة من المؤشرات كمقاييس كمية أو نوعية تلخص العديد من المعارف والمعلومات عن الأوضاع المجتمعية التى تمتد نسبياً إلى خمس سنوات من العام (2011-2015) ، والتى تفيد فى تشخيص الأوضاع المجتمعية وبيان أهم القضايا الملحة التى يتطلب دراستها من قبل البحث التربوي فى أصول التربية . وبالتالي تتأكد ضرورة القيام بالدراسة التحليلية النقدية للوقوف على واقع المعرفة التربوية فى أصول التربية ,وعلاقة المعرفة التربوية بالأوضاع المجتمعية