تعتبر عملية فهرسة المخطوطات وما تنتجه من فهارس بمختلف أنماطها وصيغها من العمليات التقنية الهامة، لما تقدمه من معطيات وصفية موضوعية حيث يمكننا من إحصاء الإنتاج الفكري من المخطوطات العربية الاسلامية، والتعريف به في المحافل الدولية وللباحثين، من أجل إعطاء صورة واضحة عن المراحل التاريخية التي مرت بها الشعوب و الأمم عبر مختلف الحقب الزمنية السابقة، كما تعتبر هذه الفهارس حلقة وصل وجسر يصل الباحثين وطلاب العلم والمهتمين بالمخطوطات، وهذا ما أثبتته العديد من الدراسات على أن فهرسة المخطوطات تعد المعينة على إنجاز عمل الباحث بيسر وسلاسة للوصول الى المخطوطة. حيث تمكننا فهرسة المخطوطات من إنشاء الدراسات والبحوث فيما يتعلق بالتاريخ الجغرافي والأدبي والفكري لموضوع معين، وتبسيط مهمة المحققين والناشرين للمخطوطات والمشتغلين على حقيق التراث المخطوط، فمن خلال الفهرس يمكن الوصول إلى عدد نسخ المخطوط، وأوصافها، وأهم الموضوعات التي تندرج تحتها.
فما هو واقع فهرسة المخطوطات في الجزائر وماهي الطرق والسبل المعتمدة في التعريف بالموروث المخطوط الذي تزخر به خزانات المخطوطات المتناثرة في ربوع الوطن. للإجابة على هذه التساؤلات سوف نسلط الضوء على مفهوم فهرسة المخطوطات، وماهي أبرز قواعد فهرسة المخطوطات، وما هو واقع فهرسة المخطوطات في العالم العربي، وجهود الفواعل والمؤسسات الرسمية في فهرسة المخطوطات بالجزائر.