في ظل هيمنة تكنولوجيا الاتصالات وما نتج عنها من تضخم في الإنتاج الفكري وثورة المعلومات التي يشهدها العصر الراهن، نكون في حاجة إلى سرعة قياس وتقييم هذا الإنتاج الفكري الذي ينمو بصورة هائلة؛ وعلى الرغم من أن أعداد الاستشهادات يُعد مؤشرًا مقبولًا لقياس التأثير الأكاديمي ولأغراض تقييم البحوث، إلا أنَّ المؤشرات الببليومترية قد تعرضت للانتقاد منذ فترات طويلة من قِبل مُقيمي الأبحاث حول العالم نظرًا لمحدوديتها في جوانب مختلفة.
كما أن مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي أتاحت للمستفيدين التفاعلية والمشاركة في المحتوي، ومن هنا تتضح أهمية مواقع التواصل الأكاديمية حيث إنها تهدف إلى تيسير سبل التواصل بين الباحثين بهدف التفاعلية ومشاركة المعلومات وتنظيم المحتوي وتقييمه أيضا، حيث إنها وفرت أدوات تسهم في التفاعل مع المحتوي المنشور على هذه المواقع كالتعليق عليه والإعجاب به وتحميله أو مشاركته مع مستخدمين آخرين، وتهتم هذه الدراسة بقياس وتقييم تغطية الإنتاج الفكري للباحثين العرب في مجال العلوم الاجتماعية والإنسانيات على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، علاوة على ذلك تحليل الارتباط بين مؤشرات القياسات البديلة وأعداد الاستشهادات المرجعية لذلك الإنتاج. وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج، أبرزها:
إجمالي عدد القراء والمشاركات لإنتاجية الباحثين العرب في مجال العلوم الاجتماعية والإنسانيات على مواقع التواصل الاجتماعي كان أكبر من عدد الاستشهادات بذلك الإنتاج، مما يُشير إلى أنها وجدت اهتماما من قبل الجمهور فقد تكون ذات فائدة في الممارسات اليومية والمهنية. وأن القياسات البديلة هامة لإبراز جوانب أخرى عند تقييم الأبحاث.