ملخص البحث : تتناول هذه الدراسة إنارة المباني المقامة فوق القبور بالقناديل -المعروفة لدى الباحثين بالمشكاوات وآثرنا أن نسميها باسمها الحقيقي الذي نجده في الوثائق و كل نصوص المصادر التاريخية والدينية والادبية- التي تعد أهم وأقدس وسائل الإنارة في العصور الوسطى، وارتباط ذلك بالمعنى الرمزي للقنديل في الفكر الإسلامي الذي يدل على معنى نور الله من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية أي رمز لله تعالى وتجليه في الكون، ورمز للهداية وللرحمة، وأثر ذلك في استثمار القنديل كوحدة زخرفية في الفن الإسلامي وتوظيفها في العمارة الجنائزية وعلى شواهد وتراكيب وستور القبور وتصاويرها في المخطوطات، وقد استفادت الدراسة مما ورد في بعض المصادر الأدبية التاريخية والدينية والفلسفية وغيرها فيما يتعلق بإنارة المباني المقامة على القبور والمسوغات التى ساقها من استجاز التنوير فوق الحاجة وفوق الضرورة من الفقهاء والعلماء، والمبررات التي ساقها من قال بعدم مشروعية ذلك، وذلك لفهم الروابط الداخلية بين الظواهر الفنية وبين العادات والثقافة الشعبية الدينية والحياتية، وايضاح الدقائق المتفرقة التى كانت سببًا في إطلاق هذه الظاهرة في إطار ثقافة العصر الذي تنتمي إليه، وقد تطرقت الدراسة لجوانب تتعلق بهذا الموضوع مثل رمزية قنديل المحراب والقناديل المعدنية التى كانت تصنع للزينة وللإضاءة مثل قناديل الحجرة النبوية الشريفة، ورمزية القنديل في رسوم الأضرحة في التصوير الإسلامي، وكذلك نقش الثريات والنجف والمصباح الذي شاع في القرن التاسع عشر الميلادي على شواهد قبور الأسرة العلوية في مصر.