مع ظهور أزمة كوفيد ـــ 19، تباينت التوقعات الاقتصادية للشركات بشأن القدرة علي الصمود وعدم الخروج من السوق. ولعل تشكيل التوقعات الاقتصادية للشركات قد شغل حيزا مهما من الأدبيات الاقتصادية خاصة في ظل الأزمات. ولا يزال هناك ندرة في الدراسات التطبيقية التي تناولت كيفية تشكيل الشركات الصناعية لتوقعاتها المستقبلية وخاصة في ظل أزمة كوفيد ـــ 19 في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا وتهدف هذه الدراسة الي قياس دور الخصائص الذاتية وسلوك الشركات في تشكيل توقعات الشركات الصناعية المصرية بشأن الفترة الزمنية المتوقعة للبقاء والاستمرار وعدم الخروج من السوق أثناء أزمة كوفيد-١٩. وتستند الدراسة إلى بناء نموذج لوجيستي للتوقعات المتطلعة إلى المستقبل Forward-looking بالاعتماد علي البيانات المتوافرة من مسح سلوك الشركات الصناعية المصرية (EIFBS) Egyptian Industrial Firm Behavior Survey الذى تم إصداره من قبل منتدى البحوث الاقتصادية. وخلصت الدراسة الي أن الشركات المملوكة للقطاع الخاص، والتي تقوم بالتصدير، والتي تقدم تدريبيا للعاملين بها، وتلك التي تتلقي دعما حكوميا، هي الشركات التي ترتفع لديها التوقعات بالبقاء والاستمرار داخل السوق. وأوضحت النتائج ان توقعات بقاء الشركة واستمرارها في السوق تتناقص مع زيادة عدد الإصابات الفعلية بكوفيد-19، ولا تتأثر بالخوف من انتشار الفيروس بين العاملين. كما تشير النتائج إلى أهمية الأثر المشترك لحجم الشركة مع كل من الإنفاق على البحث والتطوير، والممارسات الإدارية الجيدة، واستخدام التكنولوجيا في بناء توقعات الشركات .توصى الدراسة بأهمية تركيز صناع السياسات على توفير الدعم اللازم للشركات الأكثر عرضة لمخاطر الأزمات، وما يرتبط بذلك من توقعات سلبية بالخروج من السوق، وذلك من خلال توفير السيولة والقروض والمساعدات التقنية والتدريب، وتقديم المنح والحوافز والإعفاء الضريبي للشركات الهادفة للتصدير.