الماء هو المورد الأكثر أهمية لدعم جميع أشكال الحياة على الأرض. وسيظل ضروريا لبقاء البشرية والتنمية المستقبلية للعالم. والماء لا يوزع بالتساوي في جميع أنحاء العالم، أي أن التوزيع العالمي للمياه العذبة ليس موحدًا في المكان ولا في الزمان. فبعض أجزاء العالم معرضة للجفاف مما يجعل المياه نادرة وسلعة ثمينة، بينما تظهر في أجزاء أخرى من العالم على شكل سيول هائجة تسبب فيضانات وخسائر في الأرواح والممتلكات، وقد أصبحت ندرة المياه أحد أهم التحديات الحالية والمستقبلية التي توجها مصر في الوقت الحالي، ونتيجة للنمو السكاني المتزايد فأن الطلب على الماء والغـذاء والكهرباء سوف يتزايد بشكل قد يؤدي إلى زيادة المشاكل الاقتصادية والأمنية.
ومما يزيد من هذه التحديات ما قامت به إثيوبيا من بناء سد على مجري النهر، بالإضافة الي اعلان موقفاً واضحاً وصريحاً بشأن حقوق مصر التاريخية، فهي لا تقر بكمية المياه التي تستخدمها مصر حالياً ومنذ أكثر من خمسين عاماً، كما وإنها اعلنت تمسكها باستكمال مليء خزان السد حتى السعة المقرة على الرغم من أن مصر والسودان طالبت مراراً بتأجيل خطط مليء الخزان إلى حين التوصل لاتفاق شامل، ولكن إثيوبيا لم تستجيب. ونتيجة قصر فترة مليء الخزان، فان ذلك سوف يساهم في تقليل سريان المياه لدول المصب.
لذا فعلي مصر مواجهة تلك التحديات بمجموعة من الإجراءات والسياسات، فالأمر يستلزم تغييرات جذرية في السياسة المائية والزراعية المصرية بما يتلاءم مع الظروف القادمة، أيضاً لابد من الإدارة الرشيدة والاستخدام الأمثل لكل قطرة مياه داخل الأراضي المصرية على مستوي كافة القطاعات. كما يجب على مصر أيضاً بحث فرص التعاون القائمة على فكرة لا ضرر ولا ضرار، فيما يتعلق بسد النهضة نفسه.