هدفت الدراسة الحالية إلى تحليل تطور النمو الأخضر في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء خلال الفترة (1990- 2018)، والتي خلالها نمت مؤشرات النمو الاقتصادي وتزايدت نسبة التجارة إلى الناتج لتسجل متوسط قدره 55%. وفي ذات الوقت بلغت نسبة الدين الحكومي العام إلى الناتج 42,7%. كذلك بلغت نسبة إتمام مرحلة التعليم الابتدائي مرحلة عليا إذ تصاعدت من 54% إلى 68.7 % إلى وجود اتجاه عام متناسق بين معدل الالتحاق ومعدل الإتمام. كما تصاعد نسبة السكان الأشخاص الذين يستخدمون خدمات مياه الشرب المدارة بأمان (٪ من السكان)، من 18.1 في المائة عام 2000 إلى 27.3 في المائة عام 2017. ولازالت أفريقيا جنوب الصحراء تعاني الفقر لكنه ليس فقرا واحدا، بل فقرا متعددا، ولا تزال أفريقيا جنوب الصحراء المنطقة الأفقر في العالم. وبالنسبة لانبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بالكيلو طن ومتوسط نصيب الفرد بالطن المتري تزايدت من 438830.2536 ألف طن 822819.0341 عام 2014، بمعدل نمو 87.5 في المائة خلال الفترة (1990- 2014). فيما تزايد مستوى الطاقة المتجددة والطاقة النووية من 1.78%عام 1990 إلى 1.94%. ومن ثم، تقترح الدراسة اعتماد نهج النمو الأخضر الشامل للتحول الهيكلي لضمان الاستخدام الكفء والمنصف والمستدام لمواردها الطبيعية وتقليل الآثار السلبية للنمو الاقتصادي. غير أنها تواجه بعدد من التحديات أهمها (التحدي التمويلي، نقص العمالة المدربة وانخفاض مستويات المهارات، ضعف البنية التحتية، تصاعد عدم المساواة بين البلدان، الاعتماد على الأسواق الدولية للسلع الأساسية والزراعية، الافتقار إلى التكنولوجيا، آثار تغير المناخ – تصور "النمو الأخضر" كرفاهية والافتقار إلى المعرفة والمهارات المتعلقة بالاقتصاد والنمو الأخضر.