يهدف البحث إلى أن موضوع الشفاعة من المواضيع المهمة في باب العقيدة، لذا فقد اعتنى به علماء أهل السنة قديما وحديثا، فتناولوه في ثنايا كتبهم، ومنهم من أفرد له مؤلفات خاصة، وما ذلك إلا إيمانا منهم بأهمية هذه القضية وخطورتها ، وأصل الشفاعة أمر تُقرُّ به الفرق الإسلامية ، وهي أصل من أُصول الإسلام نطق به القرآن، وصرحت به سنة النبي عليه الصلاة والسلام، ولكن الاختلاف بين الفرق حول الشفاعة يبدو واضحاً في أنواع الشفاعة، وأكثر أنواع الشفاعة التي حدث حولها نزاع كبير بين الفرق هي الشفاعة لأهل الكبائر، فقد ضل في فهمها فرق كثيرة، مما كان له أثر كبير على الأمة واختلاف أفرادها، حيث أثبتها أهل السنة ومن وافقهم، ونفاها المعتزلة والخوارج ومن سار على دربهم ، وكان لهذا الخلاف أثر كبير عند فرق الشيعة، وخاصة الإمامية والزيدية، فقد حدث بينهم نزاع كبير في هذه المسألة ما بين معترف بها مثبت لوقوعها، وما بين ناف لها منكر لوقوعها، والسؤال الذي يطرح نفسه الآن ماذا كان موقف علماء الشيعة الإمامية والزيدية من الشفاعة لمرتكب الكبيرة، هل كانوا على مذهب أهل السنة، أم كانوا على مذهب المعتزلة والخوارج، أم كان لهم موقف واحد من هذه القضية؟ هذه هي مشكلة هذا البحث الذي يحاول حلها، والجواب على هذا السؤال سيكون من خلال هذا البحث، الذي سيتم فيه تسليط الضوء على هذه القضية.