تُعد الفرق الخيرية كأحد منظمات المجتمع المدني أحد أهم العناصر التي تسهم في تطوير المجتمعات ورفع مستوى حياة الأفراد، وذلك للدور الذى تلعبه في تلبية احتياجات المجتمع وتقديم الدعم والمساعدة للفئات المحتاجة في مختلف المجالات الاجتماعية والإنسانية، بما في ذلك توفير الرعاية الصحية، وتعليم الأطفال، وتقديم المساعدات للفئات المعرضة للخطر، والمساهمة في تنمية المجتمعات المحلية، وكذلك التعامل مع التأثيرات الناجمة عن الكوارث الطبيعية.
هذا وقد قامت الفرق الخيرية في سلطنة عمان بدور حاسم و ومهم في التعامل مع تأثيرات الكوارث الطبيعية على المجتمعات في المحافظات التي تضررت من إعصار شاهين في مرحلتي التأهب والاستجابة للكوارث الطبيعية كزيادة الوعي والتثقيف بشأن التهديدات الطبيعية المحتملة وتوفير التدريب والمعلومات الضرورية للأفراد والمجتمعات، وكذلك تطوير خطط الطوارئ والاستعداد للتعامل مع الكوارث، وتقديم المساعدة والإغاثة للمتضررين، و توزيع المواد الغذائية والماء والإمدادات الأساسية، وإيواء المتضررين، وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للأفراد الذين يعانون من صدمات نفسية بسبب الكارثة بالتعاون مع الجهات الحكومية.
هذا وقد واجهت هذه الفرق الخيرية عدة معوقات، لذا حاولت الدراسة الحالية تحديد المعوقات التي تواجه الفرق الخيرية أثناء التعامل مع آثار الكوارث الطبيعية في سلطنة عمان، جاءت هذه الدراسة مستخدمة نمط الدراسات الوصفية المعتمد على منهج المسح الاجتماعي لعينة مكونة من (209) من أعضاء الفرق الخيرية في محافظة شمال الباطنة، وتوصلت نتائج الدراسة إلى وجود ضعف وعي المجتمع المحلي في التعامل مع الحالات المناخية، وذلك من خلال محاولة بعض الأسر تخزين مواد أكثر من احتياجها الفعلي، وضعف وعي أعضاء الفرق الخيرية ببعض الأولويات مثل أهمية الدورات التدريبية وتطوير تشريعات وقوانين تدعم عمل الفرق الخيرية