تهتم التنمية المستدامة بالنواحي الصحية، وتهدف إلى ضمان تمتع الجميع بأنماط عيش صحية في جميع الأعمار، والواقع يؤكد أن الصحة ومحدداتها تؤثر في الأهداف والغايات الأخرى للتنمية وتتأثر بها؛ نظرًا لكونها جزءًا لا يتجزأ من التنمية المستدامة، ويعتبر فيروس كورونا "كوفيد-19" أحد الفواجع الصحية التي استشرى انتشارها في مشارق الأرض ومغاربها في نهايات العقد الثاني من القرن الحادي العشرين، ومنذ الوهلة الأولى لظهوره تبين أن تداعياته الاقتصادية والاجتماعية ستكون كبيرة ومؤثرة سلبًا على مسار التنمية المستدامة عالميًا و محليًا؛ الأمر أثار في ذهن الباحثيّن للتفكير فيما هي متطلبات تحقيق التنمية المستدامة في ظل جائحة كورونا، وفي سبيل ذلك أجرى الباحثان دراسة وصفية، معتمدين على منهج المسح الاجتماعي الشامل لخبراء التنمية المستدامة والبالغ عددهم (30 خبيرًا) من أساتذة الجامعة المتخصصين في التنمية، والخبراء في مجال التنمية بديوان المحافظة، مستخدمين استمارة قياس في جمع البيانات اللازمة لذلك، واسفرت النتائج عن تحديد المتطلبات البيئية والاقتصادية والاجتماعية لتحقيق التنمية المستدامة في ظل جائحة كورونا.