تدور هذه الدراسة في فـلك علم اللغة التطبيقي- أو ما يسمى بـ (المعالجة الآلية للغة العربية)- وهي علم من العلوم اللغوية الحديثة ؛ حيث شهدت العلوم اللغوية في العصر الحديث طفرة من التطورات الكبيرة والكثيرة ، أثرت على الدرس اللغوي ونوعت اتجاهاته فظهرت النظريات والتيارات والمذاهب ، وتأتي هذه الدراسة كمحاولة لمواكبة تلك التطورات التي اكتنفت اللسانيـات الحديثة والتعرف عليها، لا سيما تحليل الاستعمال اللغوي في هيئته الحاسوبية.
وفي هذا الإطـار ولى البحث وجهته شطر السمات اللغوية للكلمة العربية لمعرفة مفهومها وأنواعها وآليات تحديدها وكيفية توظيفها في المعالجة الآلية ؛ ذلك لأن الكلمة العربية تمثل حجر الزاوية في الدراسات اللغوية على اختلاف مستوياتها، فالكلمة هي اللغز والحل في الدرس اللغوي القديم والحديث، وما زالت تحمل الكثير من الأسرار التي تتطلب جهودا للكشف عنها؛ فقد تعددت الرؤى في دراسة الكلمة وتنوعت النظريات والمدارس والتوجهات التي اتخذت من الكلمة العربية أساسا للدراسـة.
من هذا المنطلق برزت فكرة دراسة السمات اللغوية للكلمة العربية وكيفية توظيفها في المعالجة الآلية للغة العربية ؛ وتقديم دراسة علمية تنطلق من الكلمة العربية ذاتها معتمدة على أسس وأساليب علمية محددة ؛ أملا في الوصول إلى نتائج مفيدة تقدمها إلى الحاسوبيين لتعينهم على تطوير خدمتهم وتحسين أداء أجهزتهم وتطبيقاتهم في التعامل مع اللغة العربية .