للعلم الشرعي مكانة كبرى ومنزلة عظمى في هذا الدين، وإن من أجل العلوم الشرعية قدرا ، وأعظمها أثرا، وأكبرها فائدة علم أصول الفقه ، لاسيما مسائله المتعلقة بالأدلة الشرعية ودلالاتها اللفظية ، وإن أشرف العلوم التي يتعاطاها الإنسان هي تعلم تفسير القرآن الكريم، وتفجير ينابيع حكمه ، وتدبر روائع بيانه ، وذلك لشرف موضوعه وهو كلام الله تعالى وشرف غرضه وهو تحقيق التوحيد والعبودية لله رب العالمين ،ولا يخفى على كل مشتغل بالقرآن الكريم وعلومه ما لدلالات الألفاظ من أهمية بالغة في تفسيره واستنباط الأحكام الشرعية منه؛ فلا يمكن بحال تفسير كلام الله تعالى بمعزل عن هذه الدلالات؛ لأنه نزل بلسان عربي مبين، فلا يفهم إلا في صور اللغة العربية التي نزل بها ومعرفة دلالات ألفاظها. فالالفاظ قوالب المعاني وأوعيتها، وهنا مكمن أهمية دراسة ومعرفة دلالات الألفاظ وأثرها في تفسير القرآن الكريم، لذلك تأتي هذه الدراسة لإظهار ما لدلالة الحقيقة والمجاز من أثر في استنباط الأحكام الشرعية عند عالم من علماء التفسير وأصول الفقه وهو الفخر الرازي.